التقاطع والتضارب في التصريحات الإعلامية بين السياسيين عكست وضعاً مأساوياً وجهلا متقعاً لديهم ، وما ان تشكلت حكومة المالكي الاولى حتى بدأت التصريحات بالتصاعد شيئاً فشيئاً تضرب القريب والبعيد ، وتلوح بالتقسيط مرة ، وتلفيق التهم وتصنيع الشبهات وزج البلاد في صراع قومي وطائفي خطير .المالكي احاط نفسه بمقربين ومستشارين، اثير حولهم الكثير من الجدل والغموض عن أسباب تقريبهم ودورهم المخفي الذي يقومون به خدمة لسيدهم الأعلى وولي نعمتهم نوري المالكي ،فبعضهم أوكل لهم خدمة سرقاته من خلال مشاريع تحال على أذرعه الإقتصادية التي صنعها المالكي ورعاها، حيث تعمل هذه الأذرع على ضمان بقاءه وشراء سياسيين ودعم مليشياته بأموال رجال الأعمال المقربين منه، وبعضهم واجبهم الرئيسي فقط التبويق واثارة الأزمات بين القوى السياسية المتحالفة امثال حنان الفتلاوي التي تتعددت أدوارها بين الإثارة ، واثارة الشبهات ضد خصوم المالكي والرافضين لسياساته والتخطيط لإقصاء خصوم المالكي والمناوئين له من سياسيين ووطنيين .
السيدة النائبة عكست حالة مزرية وتخلف واضح في العقول السياسية وجهلاً في اساليب التحاور والتخاطب السياسي والدبلوماسي ، ولا نريد الدخول في تاريخ السيدة النائبة لان ما كتب كان كافياً ليوضح هذا التاريخ الفاسد ، فهي اليوم تعود علينا بتصريحات سيئة ضد المراجع الدينية العليا ، وضد اي شخص يحاول ان ينتقد سياسية المالكي التي اوصلت العراق الى سقوط ربع مدنه بيد داعش ، ولو كنا نملك الإرادة السياسية في التحالف الوطني لكان اليوم يقف خلف القضبان ، يحاسب على هدر المال العام ، والفساد المستشري بين موسسات الحكومة ، وغيرها مت ملفات تصل الى مساءلته عن ظروف معسكر سبايكر والصقلاوية والسجر .
كان الاولى بالسيدة النائبة ان تمتلك الوطنية ، وان تسال ائتلافها عن سر هذا السقوط المروع لمدن العراق الواحدة تلو الاخرى وبين ليلة وضحاها ، وعندما ندقق في مقابلاتها المتلفزة نجد فيها الكثير من العقد النفسية ، ونقص في الشخصية ، وقصر في الرؤية والتي من المفترض ان يمتلكها نائب يمثل حالة ناخبيه، وما كان تصريحها ضد المرجعية الدينية في النجف الأشرف ليس ببعيد عن أسماعنا ، فمن المستغرب لنائبة برلمانية ان لا تحترم نفسها كسياسية عراقية ، وبرلمانية تدافع عن حقوق ناخبيها ، وان لا تلتزم بالسياقات الاخلاقية والدبلوماسية المتعارف عليها في التصريح .
النائبة الفتلاوي تجاوزت حدود اللياقة الدبلوماسية والسياسية لتكشف عن انيابها وسلوكها الفج ، وتذبذب مواقفها من سيدها المالكي وقانونه ، وهل هو انسياق لمصالح شخصية بعيدا عن الضوابط الاخلاقية والسياسية لنائب في البرلمان .
لهذا متى يكون السياسي العراقي سياسيا ناضجاً بمداركه وسعة رؤيته لا بلسانه الذي يتحول الى بوقاً نشز يشوه ما يحلو له وفق موازنات حنان الفتلاوي .