15 نوفمبر، 2024 11:17 ص
Search
Close this search box.

اتحاد أدباء العراق وإلغاء العضوية

اتحاد أدباء العراق وإلغاء العضوية

قبل فترة اقل من شهر اتخذ اتحاد أدباء العراق قرارا بإلغاء عضوية الشاعر والفنان (هادي ياسين علي) و ترقين قيده..  في سجل الاتحاد بسبب تعليقات نشرها على صفحته في موقع facebook وقد اعتذر عنها وقال ما نصه : اقدم اعتذاري الشديد ,, , وأصبحت هذه التعليقات وردود أفعالها في وقتها حديث الساعة. وقد برر الاتحاد ذلك القرار الذي تلاه الناطق الإعلامي الشاعر( إبراهيم الخياط ) بان التعليقات مسيئة تمس بكرامة الرموز الدينية الإسلامية  وإنها قد أثأرت استياء جميع الأدباء والمثقفين العراقيين . وقد ولد هذا القرار ردود فعل متباينة مع قرار الاتحاد في داخل العراق ( المثير حقا إن ردود الأفعال المتباينة قد اقتصرت على الأدباء فقط _ حتى بدت كأنها قضيتهم دون سواهم_  في داخل وخارج العراق ولم ينشغل بها الرأي العام في العراق ) , وقد انقسم الأدباء بسبب هذه التعليقات الى فريقين الاول كان مع بيان لاتحاد حتى ان مثقفوا ذي قار قاموا بتنظيم وقفه احتجاجية ضد الشاعر مشددين على ضرورة مقاضاته وإلقاء القبض عليه عبر الانتربول. القسم الثاني من الأدباء وهم أدباء (الخارج ) الذين يعيشون خارج العراق ومن خلال التعليقات في مواقع التواصل الاجتماعي او في المواقع الالكترونيةاو من خلال بعض البيانات لقصيرة التي نشرت في بعض الصحف العربية والذين اعتبروا التعليقات هي شيء بسيط لا يستحق كل هذه الضجة وتعليق عضوية الشاعر على اعتبار ان كل إنسان معرض للخطر ….و..ينبغي ان تطوى هذه الصفحة مع هجوم شديد عل الاتحاد….
      بعد هذا العرض الموجز لهذه القضية ( والتي وصلت حد ان يصبح الشاعر والاديب شخص خطير_ يطالب  بتدخل الانتربول للقبض عليه) لدي ثمة ملاحظات شخصية حولها   :
في البدء اعتبر إن قرار الاتحاد باالغاء وترقين ( والاتحاد استعمل مفردتين التباسيتن ) عضوية إي عضو فيه لأي سبب من الأسباب هو قرار غير صحيح جملة وتفصيلا وذلك للاسباب التالية:
اولا: إن الاتحاد – برأي- هو منظمة مجتمع مدني قبل كل شي ولا يحق له محاسبة أعضائه وإلغاء عضويتهم على أساس تصرفاتهم أو مواقفهم الشخصية السياسية مطلقا ولاي سبب من الأسباب  لان من اولوياته هو ان لا يتناغم معها ويبعد نفسه عن السلطة وهيمنتها وفرض اجندتها السياسية على الادباء والحياة الثقافية وتسييس الاتحاد لصالحها وجعله تابعا لها بما يخدم سياساتها, وعهد النظام السابق ليس ببعيد فكلنا شهود عيان.
ثانيا : عدم جعل إلغاء العضوية ضمن سياسة الاتحاد لان مثل هذا القرار هو ترهيب للأدباء الذين لاتنسجم مواقفهم السياسية والشخصية مع الهيئة العامة وهذا لا ينسجم مع بلد يؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان .وان إلغاء العضوية كانت سيف بيد النظام الديكتاتوري السابق وهذا ما عانى منه الكثير من اعضاءالاتحاد المعارضين للنظام السابق أنفسهم .وهذه السياسة تشجع على نشر وترويج مفهوم الإلغاء في حياتنا العامة والذي جميعنا نناضل و نعمل بالضد منه.
ثالثا : الايعني إلغاء عضوية احد أعضاء الاتحاد بعد ساعات من ظهور التعليقات هو قرار انفعالي متسرع ويعكس صورة باهتة للعضوية وانها غير ذات قيمة لانها بجرة قلم قد تلغى .
رابعا : ألا يكفي اعتذار الشاعر الشديد وحذفه التعليق واعترافه بخطا تصرفه,,,ان يغفر له… ولا ننسى  إن احد أسماء الله الحسنى هو(الغفار) …وقبول المغفرة من عند الله هي من باب الاعتراف بالخطأ البشري على انه طبيعة بشرية وهذا بحد ذاته يكفي لعدم اللجوء إلى قرار الإلغاء , بالإضافة الى ذلك إن الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه يجب قبوله لأنه فعل حضاري تمارسه  الشعوب المتحضرة ونحن يجب أن نحرص على أن نكون جزء منها.
خامسا: عدم إعطاء التعليقات التي تنشر على شبكة الانترنيت بأنها مواقف رسمية لكاتبها تبنى عليها مثل هكذا قرارات…لأنه في أحيان كثيرة تبدو كتاباتنا وتعليقاتنا بأنها شطحات متسرعة وإنها مواقف عصبية متسرعة كثيرا ما يصيبنا الندم بسببها….واغلبنا قد مربها وهي ليست بالقليلة…
سادسا : من خلال متابعتي لردود الأفعال فان هذا القرار قد أعطى فرصة للبعض والذين هم ضد العملية الديمقراطية في العراق – وهم معروفون – لان يتصيدوا في الماء العكر.
سابعا: الشاعر هادي ياسين من الناس الذين يحبون العراق وقد زار_ وهو المغترب -العراق قبل سنوات وأقيمت له احتفالية في مقر الاتحاد ببغداد وهذا يدل على عراقيته وحبه للعراقيين ورادتهم وإيمانه بالعملية الديمقراطية ومجيئة للعراق هي رسالة حب , كان يجب ان يؤخذ هذا بنظر الاعتبار قبل إسقاط عضويته, مع العلم ان هناك أدباء وهم معروفون جيدا يسبون العراقيين واتحادهم يوميا وبمناسبة وبدون مناسبة وبكلمات يقعشر لها البدن ولم يتخذ الاتحاد شيئا ضدهم – ويجب ان لا يتخذ اي شيء ضدهم – .
   ولوا إن هذا الموضوع يتحمل أكثر مما ذكرت في هذه العجالة ومن باب الاختصار فأنني للأسباب أعلاه ومن حرصي الشديد على تأسيس قيم ومفاهيم حداثوية  تأسس لعراق جديد يعكس صورة مشرقة لاحترام حقوق الإنسان , وانأ على ثقة بان اتحاد الأدباء في العراق هو حريص على تكريس مثل هذه المفاهيم والدفاع عنها , وعليه فانني ادعوا الاتحاد إلى إلغاء قراره بإلغاء عضوية الشاعر (هادي ياسين علي) وعدم اتخاذ مثل هكذا قرار ضد إي عضو من أعضائه مستقبلا مهما كان موقفه ولأي سبب من الأسباب,,واني على ثقة بان الاتحاد هو أهلا لها من اجل تقديم صورة عن قيم التسامح في عراقنا الديمقراطي الجديد المعمد بدماء أبنائه الطاهرة والذي هو حريص على إن لا يفرط بأي من أبنائه…..

أحدث المقالات

أحدث المقالات