تحتكم تحركات وزيارات القادة والرؤساء في الدول الغربية الى كسب توجهات الرأي العام طمعا بالفوز بالانتخابات ، فنراهم يبادرون الى الاهتمام بالشأن الاقتصادي المتعلق بحياة المواطن ومعيشته والاهتمام بالجوانب الصحية والتخفيف من الضرائب وايجاد فرص عمل ومنح المزيد من المعونات للعاطلين ، بل ويعمدون احيانا الى الاهتمام بالجوانب الفنية والرياضية وكل ما يتعلق بحياة الرفاهية. وباستثناء القرارات التنفيذية والتشريعية التي تصب في صالح التخفيف عن المواطن في تلك البلدان ، تبقى كل التحركات الاخرى في الاطار المعنوي الذي يعطي الدافع لكسب الجمهور ولاستمراره في مقاومة زخم وصعوبة الحياة.
ولن نذهب بعيدا عن تحركات القادة والزعماء في الغرب وجداول زياراتهم ولقاءاتهم اليومية ، الى زيارات ولقاءات القادة في بلدنا ، فقد حرص القائمين على اعداد تلك الجداول واللقاءات على تقليد الغرب من جانب واحد وهو المعنوي فقط وبشكل ملفت .. تمخضت عنه مؤخرا زيارة السيد رئيس مجلس النواب الى الاستاذ مؤيد البدري الغني عن التعريف في منزله بالدوحة ، وزيارة السيد رئيس الجمهورية الى الاستاذ فخري كريم رئيس مؤسسة المدى في منزله ببغداد .. وان كانت عيادة المريض واجبة ، فالاحرى بمن يضع جداول الزيارات والمناسبات للقادة والمسؤولين ان يضع في اعتباره الاولويات؛ فالشعب جله مريض ويستحق الاهتمام والعيادة والزيارة بدءا من النازحين والمهجرين والمعدمين والاحياء العشوائية التي لا تصلها اية خدمات والعاطلين والمرضى والمعوزين.
وان كان منصبي رئيسي الجمهورية والبرلمان ليسا بحاجة الى انتخابات لانهما يدرجان ضمن المحاصصة الطائفية ولا علاقة لهما بتوجهات الرأي العام والانتخابات ، فان عليهما ان يضعا اعتبارا معنويا لمشاعر الجمهور وان يعمدا الى الفصل بين الزيارات الشخصية والمنصب الرسمي وان لا تتسرب مثل تلك الاخبار الى الاعلام لانها تضر بالمواطن.. اكثر مما تنفع المسؤول.