لم يبق أحد لا صحفي ولا إعلامي ولا سياسي ولا إقتصادي ولا كاتب ولا ربت البيت إلا وتحدث وكشف المستور وكشف عن سرقة المال العام والتي أوصلت البلد إلى حافة الكساد، جميع مرافق الدولة الخدمية والسياسية تغرق بالفاسدين، لم تبق قناة فضائية عراقية وعربية ودولية إلا وكان الخبر الأول عن العراق والسمعة السيئة وإدراجه الأول
بالتخلف والفساد كما ذكرت تقارير المنظمات الدولية عن التهجير والقتل على الهوية والخطف والسلب، وما يتعرض له العراقيين من تفجيرات راح ضحيتها الكثير من ابناء العراق الأبرياء.
إذن أشبعنا الإعلام بأخبارنا التي أساءت إلى تاريخنا وحاضرنا وأخلاقنا وأصبحنا شعباً لا يثق بنا ومشبوهين ومطاردين دولياً وجميعنا متهمين إما داعشيون أو ميليشيات طائفية أو من عصابات الخطف والتسليب، هذه هي هويتنا اليوم. إذن ماذا نعمل لكي نزيل هذه السمعة؟ هل هي مسؤولية ولي الأمر الذي يقود الدولة اليوم أم هي مسؤولية الجميع.
نقول وبصراحة أن السيد حيدر العبادي إذا بقى وحيداً يقاوم ويقاتل فسوف يسقط لا محاله، أما إذا تكاتفت معه جهود الخيرين العراقيين واستمر في اجتثاث عصابات سرقة المال العام والفاسدين والإبتعاد عن الإنتماء الحزبي، ويكون عراقياً لكل العراق. وهذا ما نلاحظه في كشف الفضائيين في الداخلية والدفاع، وبعدها يكتشف زيف القضاء والتلاعب بالقوانين وطريقة عمل البنك المركزي، والتحقيق بما تم صرفه من المليارات لأغراض خاصة دون وجه قانوني وتشكيل لجان تحقيقية لمعرفة ما يحصل وحصل في المحافظات الجنوبية وأين ذهبت الأموال التي صرفت على المشاريع الفضائية والوهمية، وإجراء مسح كامل لهذه المحافظات، ولا نؤجل المحافظات الغربية التي كان الفساد سبباً من أسباب سيطرة عصابات داعش عليها، وتذمر ابنائها من التصرفات غير المسؤولة من المسؤولين على تلك المحافظات.
واليوم وبعد كل الذي ذكر، المطلوب أن نعي ويعي الجميع أن العراق يمر في مرحلة خطرة جداً، فإما نسير في طريق التصحيح ليس فقط سمعة العراق عربياً ودولياً، وإنما سمعة من تولى المسؤولية وقيادة هذا البلد الذي ابتلى بمن لا يهمهم العراق وسمعته وانكشفت أوراقهم ولا يحتاج المحقق العادل إلى دليل فكل الأدلة متوفرة، لا مشاريع ولا خدمات ولا أمان ولا قيمه إنسانية للبشر، وهنا المفروض أن يعي ساسة العراق أن المسؤولية جسيمة، ويجب على الجميع التضحية ووضع هذا البلد في المسار الصحيح، وهي ليست مسؤولية من يحكم فقط، وإنما هي مسؤولية الكتل التي تدعي أنها تريد الحفاظ على البلد وتقدمه، وهذه شعاراتهم وأهدافهم التي ينادون بها، ونذكر إن نفعت الذكرى. هل تسمح وطنيتهم أن يصطف العراق مع الدول الأكثر فساداً في العالم؟ وهل يسمحون أن يكونوا هم من لا يؤمنون بوحدة العراق وتقدمه ويستمر العراق بوضعه الحالي إلا إذا كان هو لا يؤمن بعراقيته أو أنه عراقي الجنسية فقطز
السكوت اليوم كفر ولا يمكن لأي عراقي شريف أن يبقى شاهداً على ما يجري فقط، وهذه هي مسؤولية السياسيين والإقتصاديين والمثقفين والإعلاميين لمد يد العون لكل خير استلم مسؤولية في الدولة؛ لينهض بمسؤوليته وصولاً إلى الهدف المنشود عراقَ خالي من أمراض الفساد والإرهاب والتخلف.