18 نوفمبر، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

نجوع ليشبع الوزير‎ نجوع ليشبع الوزير‎

نجوع ليشبع الوزير‎ نجوع ليشبع الوزير‎

علمتنا السنوات الماضية , ان للوطنية اسنان تريد نهش خواصر ابناء الوطن , وربما تتحول على حين غرة الى واحدة من النوائب الكثيرة التي طرقت ابواب المواطن المتهرئة , فهي عند المتشدقين بها , او الذين يلبسونها ثوبا زائفا يوهمون الناس به تسمية عائمة تصلح للتداول والاستعمال في اي زمان ومكان , كونها الوصفة الصحية التي تلامس امال الشعب , وتلملم جراحات الايام , وتعيد للناس انتسابهم لكل الاشياء التي نفروا او هربوا منها . اعرف ان الجياع في بلدي اكثر وطنية من المسؤولين المتخمين في هذا الزمن , فهمومهم لاتتجاوز احلام العصافير ,ولاتتعدى لقمة تسد رمقهم وتفك صراع احشائهم , وسقف يخيم على بضعة امتار يقي من البرد والحر , وامان بادنى الحدود يلغي وحشة الخوف من المستقبل . واعرف ايضا ان الجياع عاجزون عن بناء الاوطان , فهم مشغولون بتلك الهموم التي لاتعمر ولكنها لاتهدم , ولا تقترب من جدران الوطن ولم تدفعهم وطنيتهم العفوية الى التفكير بالغنى والثراء , مثلما احتشدت عقول المسؤولين بذلك . لااعتقد ان غريزة حب الحياة , او الاهتمام بادراك اسبابها تتناقض مع حب الوطن , فكلاهما يكمل الاخر ,او بالاحرى لاينفصلان اطلاقا لان حب الوطن مرهون برغيف خبز دائم وليس فقرا يسكن خلفه اناس متخمون . لانريد دفع كدحنا اليومي وعشقنا للوطن رواتب للوزراء والنواب واصحاب الدرجات الخاصة وننام جياعا , ومادام الامر في وطني قد اتجه نحو مسارات غير محسوبة من الناحية الاقتصادية, فان جزءا من الحلول يكمن في رواتبهم الفلكية وثراء بعضهم الفاحش على حساب الجياع والغلابة , فلا تمنوا علينا بانكم قد خصصتم نصف رواتبكم لعلاج مشكلة وطنية , وعسى ان تشعروا ولو قليلا بجوع الفقراء . تبرعوا بانصاف رواتبكم وحتى كلها , ولكن لاتقتربوا من رواتب الموظفين الصغار فهي خط احمر ,لان مايتقاضونه لايعادل شيئا يسيرا من وطنيتهم , ولاتضيفوا اعباء جديدة على الموظفين فوق الاعباء الاجتماعية والنفسية , لانكم بذلك تعجلون في ثلم وطنيتهم , وعندها سيبكون دما على الحال الذي وصلوا اليه .‏

أحدث المقالات