19 ديسمبر، 2024 7:55 ص

سفارتا السعودية وقطر.. ماالجديد؟!

سفارتا السعودية وقطر.. ماالجديد؟!

في الأربعاء الماضي.. نادى منادٍ من حكومة قطر بعد لقائه برئيس مجلس نوابنا، أن دويلته عازمة على فتح سفارة لها في بغداد قريبا.. وقطعا لم يولد هذا القرار فجأة لدى حكام قطر، لمجرد شعورهم بضرورة التواصل وأداء الواجب تجاه أخوانهم العراقيين، كذلك لم تأتِ هذه الهبة المباركة من باب (صلة الرحم)، أو تجسيدا لبيت الشعر:

أخـاك أخـاك إن من لا أخـا له

كسـاع الى الهيجـا بغير سـلاح

وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه

هـل ينهض البازي بغير جنـاح

إذ برجوعنا مع الزمن الى الوراء قليلا، للمسنا بأيدينا ورأينا بأم أعيننا، وأدركنا بعلم اليقين وحق اليقين وعين اليقين، أن حكام قطر هم أول قاطعي الحبل السري الذي يصل بينهم وبين العراق والعراقيين. وهذا أمر يدركه رئيس برلماننا جيدا، إلا أنه يسعى -على مايبدو- من خلال ذهابه الى قطر الى استنفار أكبر ما أمكنه من الأسباب التي تؤدي الى استتباب الأمن في العراق وإحلال السلام في ربوعه، وقد يدل هذا على يقينه بما لدويلة قطر من يد في كل ماحدث -ومازال يحدث- في العراق. وبتحصيل حاصل، الحمد لله الذي هداهم وما كانوا ليهتدون لولا “غاية في نفوسهم”.

أما يوم الثلاثاء الماضي.. فقد نادى منادٍ آخر من شبه الجزيرة العربية أن السعودية ابلغت العراق أنها ستفتتح سفارتها في بغداد في الشهرين المقبلين كحد أقصى، وذلك بعد إكمال الإجراءات الأمنية والإدارية.. ولو نظرنا الى عبارة “كحد أقصى”، لتبين لنا حرص الجانب السعودي الكبير على تمتين العلاقة بين الرياض وبغداد، وقد يذهب مواطن من العراقيين الطيبين الساذجين، فيظن أن آل سعود هم الجار الحنون الذي يبكي لمايصيب العراقيين، ويتألم لو تعرضوا الى مايضيمهم، بل أنهم -آل سعود- يتداعون بالسهر والحمى إذا تداعى عضو من أعضاء شقيقهم العراق في الجسد الواحد الذي يجمعهما، لذا فقد وضعوا سقفا زمنيا للالتحام مع أخوانهم في الدين ونظرائهم في الخلق وجيرانهم العراقيين، وكان ذاك السقف شهرين “كحد أقصى”.

وللتذكير فإن اجتماعا عقد يوم الخميس المصادف 11/ 9/ 2014 أي قبل مايقرب من ثلاثة أشهر، كان قد ضم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري مع نظيره السعودي سعود الفيصل، أبلغ فيه الأخير عزم المملكة إعادة فتح سفارتها في بغداد، ويبدو أن الفيصل هذا نسي أن يذكر عبارة “كحد أقصى” او قد تناسى ذكرها لعلمه مسبقا أن الحد الأقصى والأدنى للتواصل مع العراق لايوافق عليه الشيوخ تلاميذ “محمد عبد الوهاب”، وكذلك الأسرة الحاكمة التي تسير وفق نهجه حتى اللحظة. ومالايقبل الشك أن آل سعود انتهجوا قبل عقود طويلة نهج العداء للعراق وللعراقيين، ولايمكن تغيير نهجهم هذا في ليلة وضحاها.

إذن..! بإمكاننا القول أن الشهرين ستنتهي يوما ما.. وستُفتتح السفارتان القطرية والسعودية على أرض العراق، فهل ستقوم السفارتان بالواجبات المناطة اليها كما هو حال باقي سفارات العالم؟ أم سيكون لهما دور ثانٍ او ثالثٍ او قد يكون عاشرًا! لاسيما وأن قدمًا وموطئًا يمتلكان حصانة دبلوماسية سيكونان لهما داخل الأراضي العراقية. وإذا كان شرهما وشررهما يتطاير على العراقيين عبر الصحراء وعبر الخليج وهم على بعد مئات الأميال، فكيف سيكون الحال لو سكنوا وسط البلاد معززين مكرمين محصنين محميين؟! الأمر يتطلب من حكومتنا ودولتنا النظر الى الأمر بعين تختلف عن التبادلات الدبلوماسية مع باق البلدان، وإلا سنكون كقابض جمرة بكفه، أو كما يقول مثلنا: (مثل بلاع الموس).

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات