أعتاد البعض من سياسي الصدفه في عراق اليوم ان يردد مايسمعه من الآخرين دون ان يكلف ذاته بالتأكد من المعلومة وصحة مصداقيتها ويطنب في ترديدها بل ويضيف لها العديد من كلمات التسقيط والتهم مستخرجا إياها من ذهنه المريض وسلوكه السيء , بأسف شديد ان الكثير لم يغادر المتأصل في النفس من الترسبات السالفه والممارسات القديمة التي إعتادها بالتشفي والأنتقاص والتسقيط من الآخرين بمجرد ان يتبدل الموقع وتتغير الأسماء. يتفق الكثير من مثقفي الأمة الأصلاء الذين يحملون قيم المهنة وقدرت التعبير وفهم الواقع وسمو الخلق غير البعض من المحللين السياسيين الموجودون بكثرة في هذه الأيام يتجولون بين اروقة الفضائيات للتغريد والطعن والتهليل لآلهة البذخ ولسان البذىء وألصاق التهم , ان مؤسسات الدولة العراقية بعد عام 2003 قامت على المصالح والأنانيات وأبتعدت عن منطق الدولة وعناصر النجاح تراوحت بين الدوافع الشخصية و التأثيرات الأقليمية أو الطائفية أوكتلوية أوعرقية (والك يالجوي ) , امتدت قاماتها على هذا المنوال أثمرت جيلا من القادة غير قادر على قيادة الدولة وأدارة دفة نجاحها ومعرفة خفاياها ولذلك مرت بأزمات واحدة تلو الأخرى لم تقف عند حد أو تحسب بزمن بغية الوقوف على حساباتها أو تقييم وضعها موغلة بالخطأ تلو آلاخر منقادة بشكل أعمى لهالة السلطة والتنعم بمميزاتها بعيدة عن محاسبة النفس ونقد التجربة وأعادة هيكيلتها , رأينا ذلك بعد ان عُيّن السيد العبادي بمنصبه الجديد ماأنفكت التهم والأقاويل على من سبقه وكأن العبادي بعيدا عن مجريات الأمور ومسببات الحالة وأزمات البلد ,
حملت المالكي بمجملها سبب دمار البلد وخراب نفوس الشعب وتهديم بناه وفشل مسؤوليه وتفشي الفساد فيه من المؤسسات العسكرية وصولا للوظيفة البسيطة , من باب الأنصاف وبعيدا عن التشفي والنقد والتسقيط نقول ان المالكي يتحمل جزء من منظومة هذا الفشل …. كيف ذلك؟؟ حذرنا وبمقالات عديده ان التسامح ولغة العفو والخطيه ( والخاطري وجوه الفراش ).
لاتبني بلد ولا تصلح حال وهو نهج غير ثوري لمعالجة حالة الضياع والنكوص التي تعيشه الدولة بزواياها العديده اشترك بها قادة البلد ومسؤوليه بممارسات التوسط و التأثيرات الحزبية والعرقية, لوعدنا لتقييم الواقع بشكل دقيق فأن مجمل العمل السياسي بسلطاته الثلاث ( التنفيذية , التشريعية , القضائية ) أشتركت باجهاض التجربة ووأد التغييرالمطلوب , لانجامل أذا قلنا ان رأس السلطة هوالمسؤول عن عمل الدولة وأدارة دفتها أذا توفرت لها مقومات النجاح وتكاتفت الجهود , هذا الأمر غاب عن ذهن الجميع ولغة (( شعليه )) هي السائدة بدليل كتلة التحالف الوطني لم تكن كتله بالمعنى الحقيقي بل حكمتها الرغبة وأناخت بها المصالح وهدمتها الثارات وحفرة قبرها القوة والتسلط وأغلقت حلقاتها مصالح القربى والنسب والأنتماءات الدينية لذلك نراها هزيلة البناء ضعيفة التأثير أستفاد الآخرون من هذا التفكك والتمزق الواضح بها بفرض الشروط وزيادة سقف المطالب وفرض الأرادات , فالكلام بأن المالكي يتحمل لوحده تبعات ذلك غير دقيق وبعيد عن الحقيقة ان الجميع مشارك بما حصل ويحصل بالبلد من أزمات ومعوقات وعلينا ان نعيد الحسابات ونقف لاعادة تقييم المرحلة ونستخلص التجارب ونحاسب المسبب بتوخي الدقة وأستحضار الضمير والبحث عن المسبب الحقيقي لما وصل اليه حال البلد , سنكتشف ان من يستحق المحاكمة كل من تسبب بالحاق الأذى وو ضع نفسه حجر عثرة في عرقلة مسيرة البناء وتعطيل القوانين , وألا بماذا نفسر عدم تصويت مجلس النواب على ميزانية عام 2014 والكثير من التشريعات والقرارات التي لازالت في ادراج مكاتب مجلس النواب اتلفها الغبار وتمزقت أوراقها .