نازحون مبعدون مهجرون ضائعون متى نسمع كلمة عائدون ,عائدون الى ديارنا الى مدارسنا , الى مدننا وقرانا الى ازقتنا ومحلات سكنانا , نعم نحن النازحون باتت حياتنا عبارة عن خيم وبرد مقرونة بشتاء ومطر يتملكنا الخوف وحالة الترقب والانتظار عائلاتنا مشتته وأطفالنا محرومين وشيوخنا تطوقهم ذكريات الزمن والحنين الى تلك الديار والمضايف التي هدمت والدلال التي اطفئت مواقدها والى جلسات الود الليليه وقد تجاوزت اعدادنا الملاين دون ان نثير الاهتمام الحقيقي لأي من السياسيين بل فكر البعض ولازال الاخر يفكر في استغلال وضعنا كماده اعلاميه او تحريضية ويخطط ان يتاجر بنا كقضية بل عدنا البعض مشروع تجاري مطروح للمناقصة .ان التهجير القصري يعد واحده من الجرائم المرتكبه بحق الوطن والمجتمع والمواطن وان النزوح والتهجير في العراق لم يكن مفاجئ او ظاهرة حدثت بعد احداث حزيران بل انها تعود لبدايات عام 2004 وبالذات بعد معركة الفلوجة الاولى واستمرت بوتيرة طرديه تبعا للإحداث والتقلبات السياسيه والتصريحات الاعلامية وكان لعام 2006 الحصيلة الاكثر من اعداد النازحين والمهجرين لكن ما ان شارفت سنة 2013 على الانتهاء حتى كان لها رأي اخر في اعداد النازحين والذي بدأ يتصاعد بشكل مخيف حتى بلغ الان اكثر من مليوني نازح مسجل بحسب التقرير الاخير المعد من قبل مكتب الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة ولا يزال الرقم بالازدياد لاستمرار الاحداث واتساعها ان الرقم المثبت في التقرير يشير الى عدد النازحين المسجلين ناهيك عن اعداد اخرى غير مسجله من اللذين حلو ا بضيافة الاقارب او من استوطن القرى والأرياف من اللذين لم تصلهم منظمات او مؤسسات ومع هذه الاعداد المثبته التي يعيشها النازحين فان عددا من المحافظات تضع قيودا على دخول النازحين اليها بحجج مختلفة وان اعداد ليس بقليله منهم من وقع عليه النزوح لأكثر من مره في رحلة البحث عن الامن والأمان المفقود كما ان النازحين يتعرضون.
لكثير من الاجراءات المعقده في مجمل الاماكن التي تمكنوا من الوصول او اللجوء اليها في محافظات العراق الاخرى بالإضافة الى فرض حكومة الاقليم لقيود اضافية في استقبال النازحين الجدد او في حركة وتنقل الموجودين منهم اصلا . كل هذه الاعداد والأعباء لم تحرك الحكومة ولم تجعلها تفكر بإيجاد حلول جديه لهؤلاء النازحين وكائنهم ليس من صلب مسؤوليتها الرسميه والشرعية باعتبارهم مواطنين عراقيين ومن ابسط حقوقهم هو الامن والأمان والسكن والغذاء ويا حبذا لو تعاملت الحكومة العراقيه مع مشكلة النازحين كلاجئين اجانب اضطرتهم الظروف للجوء الى العراق باعتباره دوله من منظومة الامم المتحدة التي كفلت قوانينها حق اللجوء الانساني وهذا ما تتعامل به معظم الدول المتحضرة في العالم حيث تسعى لتقديم العون المعنوي والمادي والاغاثي لمن يلجأ اليها بما يحفظ كرامته ويصون انسانيته فما بالك اذا كان هذا اللاجئ في وطنه ويفترض ان يكون بين اهله وعلى ارضه كما ان تعامل المحافظات الاخرى مع هؤلاء النازحين ينتابه الانتهاك للإعلان العالمي لحقوق الانسان وخرفا للدستور العراقي اللذان ضمنا حرية التنقل والسكن , اما اذا تكلمنا عن الساسة من من برلماني المحافظات المنكوبة واللذين يدعون بأنهم يمثلون هذه الملاين النازحه دون ان يفكر احدا منهم بمساعدة ابناء جلدته التي اوصلته الى امتيازاته وحصانته التي استغلها البعض منهم ليسرق قوتهم او يتاجر بقضيتهم ويتحايل على اموال عقودهم ومخصصات عيشهم والأخر يتعامل معنا وكأننا نحن من اوصل البلاد الي ما هو عليه الان وبات البعض منهم يستفز غرائز المواطن المذهبيه ليلعب على وترها لحسابات شخصيه او حزبيه او فئوية ضيقه محاولا ان يجعل منا ماده اعلاميه اكثر من كوننا قضيه وطنيه وإنسانيه ومصيريه لكن نقول لهم جميعا نحن النازحون بأننا لم ولن نقبل فكرة الشتات والعيش في المقاهي والفنادق الاجنبية التي جربها معظم الساسة واستلذ لعيشها ,فنحن اهل الارض والديار لم ولن نباع بدرهم او دينار لا ولا حتى بالدولار نعم اننا نعيش في وضع ا اقل ما يقال عنه بأنه صعب إلا ان جباهنا ابت ان تغادر كبرياءها وهاماتنا نرفض الخضوع
والتذلل ولازالت كرامه وهيبة العراق متجذرة في جذورنا ومتأصلة في نفوسنا وأننا واقفون بثبات وصبر متحدين الجوع والبرد ونترقب بزوغ الشمس لنبدأ يوما جديد واثقون من قدومه وهو ليس ببعيد ان شاء الله وسنعود الى ديارنا وأهلنا وأرضنا وفي صباح ذلك اليوم ستقبلون ايادينا ايها الساسة من اجل ان نسامحكم او نتقبل وجودكم بيننا ….. يا من خذلتمونا في كل شيء يا من سرقتم حليب الاطفال وعصا رجل مسن يا من تنكرتم لأمهاتكم وإبائكم فالأرض هي الام و العراق هو الاب وقد تخليتم عنهم بأنانيتكم وحبكم لذاتكم وبتصرفكم هذا بتم في عيوننا اصغر من صور اعلاناتكم ولم يتجاوز احدكم حدود اطار تلك الصوره الملونه بألوان وجوهكم الكالحة ….. (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ). وان شاء الله سيأتي اليسر الاول بعودتنا واليسر الثاني بخذلانكم وليس ذلك على الله ببعيد .