يتذكر ملايين العراقيين كيف أسهمت الحكمة والحنكة التي اتسم بها الاستاذ أسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون نائب رئيس الجمهورية في اسلوب تعامله مع الازمات التي حدثت بين الحكومة المركزية واقليم كردستان العراق في تفادي الكثير من الازمات السياسية والامنية التي كادت ان تعرض البلد لمستقبل مجهول، لكن ارادة الاخيار ومن كانوا في مستوى التحديات، هي من أطفأت نيران تلك الأزمات، وحلت عقدها على أكثر من صعيد.
ويرى متابعون للشأن العراقي ان العلاقة الشخصية المتميزة التي كانت تربط الاستاذ أسامة النجيفي مع رئيس اقليم كردستان العراق الاستاذ مسعود البارزاني هي من اسهمت في تطوير مجالات التعاون المشترك وفي تعزيز وارساء انواع ايجابية من العلاقات النموذجية التي كانت محط احترام القيادات الكردية وقيادات المكون العربي، وفي تجاوز ازمات حدثت العام والماضي وقبلها بأعوام بسبب سياسات رئيس الزوراء السابق نوري المالكي الذي ما ترك فرصة في أية أزمة تنشب الا وحاول اشعال فتيلها، وكادت هذه الازمات ان تعصف بالبلد وتعرض أمنه واستقراره لمخاطر جمة.
ومن ثمار هذه العلاقات المتميزة الزيارات المتكررة التي قام بها النجيفي لكردستان العراق ولقاءاته المستمرة مع البارازاني منذ ان كان رئيسا لمجلس النواب والتي سعت لاطفاء تلك النيران وتخليص البلد من شرورها، وقد اسهمت تلك العلاقة المتميزة في تذليل كثير من الصعاب بين المركز والاقليم عندما نشبت بعض حالات التوتر في العام الماضي وكانت حكومة بغداد السابقة قد اوصلت هذه العلاقات بين بغداد واربيل الى مستويات توتر واضطراب كادت ان تعصف بالبلد وتؤدي به الى المجهول لولا الحكمة التي اتسمت بها شخصيتي النجيفي والبارزاني في تفادي تلك الازمات وتجاوزها بأسرع ما يمكن، ويذكر الكثيرون الزيارات الكثيرة التي قام بها النجيفي الى كردستان العراق ولقاءاته بالاستاذ مسعود البارزاني، وهي من خففت من تبعات الازمة وادت الى تلاشيها وعودة المياه الى مجاريها بعد ان وصلت الى مرحلة الصدام العسكري، وما ستتركه من ويلات وماسي على كل المكونات العراقية عربا وكردا وتركمانا وصابئة ويزيديين.
ويرى الكثيرون ان العلاقات المتميزة التي ارسى دعائمها الاستاذ اسامة النجيفي مع القادة الكرد وبخاصة مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني كانت الدافع الاساس وراء تعزيز العلاقات على مختلف الصعد، ما أنعكست ايجابا على اسلوب تعامل القادة الكرد مع معاناة مئات الالاف من ابناء المكون العربي الذين اضطرتهم الظروف للاقامة في مدن كردستان العراق ولاقوا كل هذه الرعاية والاهتمام والمعاملة الحسنة بعد ان واجهوا صعابا ومعاناة قاسية جراء محن النزوح والتهجير المتعدد الاشكال والالوان، حتى شعر كل مواطن عراقي قدم الى كردستان العراق انه بين اهله ومن اعانوه على تجاوز محنة النزوح، فكانت مواقف القيادة الكردية محل تقدير وثناء ابناء المكون العربي ممن اضطرتهم محنة النزوح للقدوم لى كردستان العراق والاقامة فيها.
ومن ايجابيات تلك العلاقة انها فتحت افاقا واسعة للحوار بين المكونات العراقية واقليم كردستان العراق، وكان لوجود اغلب قيادات المكون العربي في كردستان العراق في الاونة الاخيرة هي من ثمار تلك العلاقات الايجابية التي ارسى دعائمها الاستاذ اسامة النجيفي، وفي جعل كردستان العراق قاعدة انطلاقهم السياسي بعد ان عانوا ماعانوا من صنوف الارهاب الحكومي والميليشيات واجرام داعش حتى تعاونت كل تلك الاطراف في استهداف قادة مكونهم، وعملت جهات كثيرة على استهدافهم والعمل على تشويه صورتهم امام الرأي العام العراقي بأية طريقة، بالرغم من ان بؤر الفساد والافساد والصراع المحتدم بين اطراف الحكومة في عهد المالكي يصل حدا من الصدام، ما عرض البلد الى مخاطر الهزيمة والافلاس وادى الى سيطرة داعش على مقدرات الامور في هذا البلد واحتلال اربع محافظات عراقية وفرض سيطرته عليها مستغلا هيمنة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي على سلطة القرار وعدم السماح لكائن من كان ان يكون له رأي في تفادي ناك النكسات الاليمة التي حلت به، وادت الى تدهور احواله واصابة كيانه بالشلل التام.
ولا يقتصر تطور هذه العلاقات على هذا الصعيد، بل ان الاستاذ النجيفي كان يعرف جيدا ان القادة الكرد لديهم تصورا ايجابيا عن كيفية بناء مستقبل العراق وقد شاركوا ابناء المكون العربي حرصهم على بناء عراق ديمقراطي تسود علاقات الوئام والمحبة والتسامح بين ابنائه، بلا تهميش او اقصاء لأي مكون، كما ان ائتلاف متحدون ناصر مطالب القادة الكرد على اكثر من صعيد ودعم أي توجه لتعزيز مثل هذه العلاقات وتطويرها بالاتجاه الذي يخدم المكونات العراقية جميعا، ويسهم في بقاء العراق موحدا يشعر مواطنوه انهم عراقيون ينتمون الى وطن واحد وشعب واحد وحضارة زاخرة لكل التاريخ المشترك والتطلعات المشتركة، وليس بمقدور كائن من كان ان يسعى لتفكيك عرى هذا التعاون والوحدة بين ابناء المكونين العربي والكردي، وباقي المكونات العراقية آلتي لائتلاف متحدون علاقات متميزة معها هي الاخرى، وكيف ساند النجيفي مطالب موظفي الاقليم للحصول على رواتبهم وفي تفادي ازمات تصدير النفط عبر الاقليم.
ويؤكد مختصون بالشأن السياسي ان كل تلك العلاقات الايجابية بين النجيفي والبارزاني وشخصيات كردية اخرى هي من ابقت خيوط تلك العلاقة تتصاعد وتائرها على اكثر من صعيد، للحكمة والحنكة وبعد النظر التي اتسمت بها شخصية اسامة النجيفي حتى حظيت بكل تلك المكانة المتميزة ليس على صعيد محلي على على صعيد اقليمي ودولي، وكانت زيارة النجيفي الى الولايات المتحدة العام الماضي هي من اسهمت في تطوير تلك العلاقة، بعد ان وضع القيادة الاميركية امام الامر الواقع، حتى غيرت من اسلوب تعاملها مع المكون العربي بما يستحق من مكانة واهتمام، بعد ان عانى هذا المكون الفاعل من الاهمال والتهميش والاقصاء وشتى صنوف العذاب والحرمان، وكان تغيير الحكومة العراقية السابقة والمجيء بحكومة العبادي احدى ثمار هذا التعاون البناء على اكثر من صعيد.