ما أشبه اليوم بالبارحة، ومن الرفيق المناضل؛ الى فضيلة الحاج، سرقات ونهب تحت مسميات، يحتمي بها أصحاب السلطة؛ لإبتلاع قوت المواطن ووطنه؟!
مسلسل شخصياته هزيلة، تتصاعد أحداثها الدراماتيكية، من الحاج فلاح السوداني وشاي النشارة، الى سرقة بطانيات وكرفانات النازحين، وكارثة الفضائيين؟!
منذ أن عرفنا العراق، وجدنا الحروب والصراعات والقتل والنهب؟! وتعودنا أن يقبض ثمنها القادة ويذوق لوعتها البسطاء الكادحين؟! وكل أمة تلعن قبلها، ويوم بعد يوم تكشف الأيام زيف الشعارات، وإدعاء البطولة والدفاع عن الطوائف، والبكاء على أحياء الفقراء أيام الإنتخابات؟!
سنوات كنا نتكلم ونتعرض للشتم والتهديد، وتنظرنا الوجوه المكفهرة بكراهية وإتهام بالتأمر وبيع الوطن على قارعة الطريق، كنا نقول أن الدولة تنهب في وضوح الشمس والمناصب لا يتولاها إلاّ المفسدون، والمواطنون محرومون في بلاد تسرق لقمة العيش من أفواه أطفاله، ويستنشقون مخلفات نفط، يُقاسم بين العصابات السياسية والإرهابية، ونقول أن الفساد أخطر من الإرهاب؟ والمكاتب نالها الدوني والخسيس والنتن؟!
وجود 50 ألف فضائي ليس خبر مفاجيْ؟! ويستلمون رواتب منذ 2004، وزاد عددهم في الولاية الثانية، والإستعداد للإستحواذ على الثالثة والتخطيط للأبدية؟! ويستمرون بالضحك والإستهزاء بالمعناة، وتكذيب الإحصائيات الدولية والمحلية المنصفة؟! وبقاء العراق في لائحة الدولة الأكثر فساداً؟!
نستغرب ونناقض أنفسنا، ونُكذب أخبار تناقلها محطات الفضاء، ويرويها الضباط والجنود المخلصين، وحتى المجانين ما عادوا يصدقون كل يوم الأمساك بعشرات الإرهابين؟! وأين تذهب هذه الأعداد؟! وهل أن الإرهاب يتوالد مثل الحشرات؟! أم هنالك باب خلفي، يخرجون منه معززين مكرمين، متحدين كرامتنا ودمائنا؟!
فساد المؤسسة الأمنية، بحماية الحاج أبو أسراء، الذي يستنكف مسائلة الضباط وحضوره البرلمان؟! وكل مرة يلوح علينا بملفات لم يفصح عنها، يقول أنه يعرف القاتل والإنتحاري وذابح الطفل؟! وكلنا صار يعلم أن المناصب تباع وتشترى؟! ويشرف عليها المكتب الفضائي للقائد العام للقوات المسلحة؟! ولكل منطقة سعر حسب أهميتها ومواردها، مثلاً الكاظمية والشورجة 20 دفتر، وحتى ضابط المرور إشترى منصب الشورجة بثلاثة دفاتر شهرياً، وبالطبع الإرهابي والتفجير، يتخلف سعره حسب المنطقة ونوعية التفجير وعدد الضحايا؟!
نحتاج الى أصبع يضع يده على جرحنا، الممتد من موانيء البصرة، وإنتهاء بآخر نقطة حدودية في أعالي الجبال، ومن عامل البلدية الى رئيس الجمهورية؟!
“الفضائيون” ومن سهل لهم جريمة كبرى وخيانة عظمى؟! والمسؤولون عنهم تسببوا بموت الآلاف ونزحوح ملايين ، وهدر ما يقارب 27 مليار دولار وضياع ثلث العراق؟! ومكنوا داعش من هتك الأعراض؟! وإذا كانت داعش تعلن صراحة أهدافها، فقد قتل الفساد مئات ألاف من العراقيين، وهم يتقاسمون الأموال والحدائق العامة والقصور والمنتجعات؟! وهذه الهزيمة الوطنية تحتاج الى يد عملاقة تقتلع الفساد من جذورة وتشافي جراحنا، ونقول كنا وما زلنا ونستمر نلاحق الفساد أينما كان.