18 ديسمبر، 2024 9:44 م

الكاتب سواء كان اديبا او فيلسوفا او سياسيا مطالب قبل كل شيء ان يكون انسانا , وحتى يكون كذلك يجب ان يعبر عن افكاره وهمومه بصدق بعيدا عن الرياء والكذب والمناورة , وسعيا وراء الحقيقة التي طالما دفع كتاب وعباقرة ارواحهم من اجل ان تسود ويسود معها العدل والنبل والحق .

فعندما تكون الكتابة خبز الجائعين ولباس العراة واصابع المهمومين , يكون الكاتب هو الفارس المدافع عن شرف الحقيقة والانصاف , رغم ماقد يتعرض له من اجهاض لاحلامه ولسعادته , فهو لايطمح باكثر من ان تسود السعادة كل العالم .

الكاتب الانسان لايمكن ان يقول الشيء ونقيضه او يفعل الشيء وعكسه دون ان يشعر لحظة واحدة بغير الانسجام مع الذات والصدق مع النفس , والكاتب المهزوز صاحب النفس الضعيفة غير المستقرة هو الذي لاتهمه المفارقات والتناقضات بين الاقوال والافعال , فقد ثبت له ان لعبة الانسانية خطيرة لايمكن الخوض فيها او تجربتها على الاقل , واصبح لايمارس الكتابة الا بعد ان يضع على وجهه قناعا يحول بينه وبين مايكتب فلم يعد يمارس مهنته بشرف ولايرقى بكلماته الى الجد وهذا للاسف هو حال الغالبية العظمى من كتاب هذا الزمن .

أن الكلمة الشريفة هي التي تملأ البطون وتوقف نزيف الدم وتاخذ بالمجتمع الى حيث الرقي والامان ومااحوجنا اليوم الى هذه الكلمة ونحن نصارع اعتى قوى الشر والجريمة التي تصر الى انتهاج طريق القتل واشاعة الاجرام وطمس الحضارات الاصيله وهو بالنتيجة حصيلة الانحطاط والتردي الذي وصلت اليه هذه العصابات التكفيرية .

الشاعر العربي الاصيل بشار بن برد قال كلمة الحق في وجه المهدي فضربه بالسوط سبعين ضربه فارق على اثرها الحياة وارتقى الى مصاف الشاعر الانسان . والفيلسوف والمفكر الاسلامي محمد باقر الصدر قالها مدوية في وجه الطاغية وسلك على اثرها طريق الشهادة .والشاعراليوناني ديا غاروس حكم عليه بالاعدام وعبد الله بن القفع الكاتب الكبير حكم علية المنصور بالقتل. والمفكر والفيلسوف شهاب الدين السهرودي قتل في قلعة حلب والمفكر الثائر الحسين بن المنصور الحلاج الذي صلبوه واحرقوه ونثروا رماده بين الزروع, والشاعر الاشهر ابو الطيب المتنبي حارب بالكلمة الصادقة فاستحق الشهادة.

وتستمر القائمة لتصل بنا الى الاف العلماء والمجاهدين الذين عذبوا وقتلوا على يد رواد الاجرام والشر لالشيءسواء انهم قالوا كلمة الحق . وهكذا كان القتل والتعذيب والتغييب هو الجواب لكل كلمة شريفة صادقة والرد على منطق الحق والانصاف, في وقت كان فيه القتل هو الوسام الخالد الذي توشح به الشرفاء والصادقين, والعزاء كل العزاء ليس لهؤلاء بل لاولئك الذين يجلسون على الاجساد المقتوله والكلمات المذبوحة , انهم يجلسون في الواقع على ذعرهم وفزعهم المستمر من لحظة موت قادمة .

انها دعوة صادقة لكل الكتاب الشرفاء للحفاظ على شرف المهنه واحترام الكلمة التى اساء لها الكثير من المرتزقه والمحسوبين.