لا أعلم لماذا تتصرف جميع الحكومات العراقية المتعاقبة بعد التغيير بمنطق الضعف والانبطاح امام مطالب الاكراد المفرطة في جميع جولات التفاوض بخصوص ملفات الموازنة والنفط والعلاقة المتبادلة. ويصل هذا الضعف لدرجة التواطؤ معهم على حقوق بقية العراقيين وبالاخص ابناء الجنوب المسحوقين اصحاب الثروة الحقيقين وخصوصا فيما اذا كان جزءا من الطرف الحكومي المفاوض هو من ذيول اسرة (الحكيم) كعادل عبد المهدي المرتبط اسمه بأشهر حادثة سطو مسلح في تأريخ العراق. ولا افهم لماذا قدم حيدر العبادي نفسه صيدا سهلا لفخ ال الحكيم الذين اختزلوا الوطن بمصالح الاسرة وتحالفاتها المشبوهة في دواوين ال الصباح وال البرزاني وحيث تقايض هناك مصالح العراق وشعبه ومستقبله بمكاسب تلك الاسرة الضيقة.
وعموما فأن الاتفاق الاخير مع نيجرفان برزاني يمثل كارثة وعلى جميع الصعد وتتعدى خطورته الجوانب المالية لتصل الى حد التفريط بالخريطة العراقية، ونلخص فيما يلي اهم المؤاخذات عليه :
1-اعترافه لاقليم كردستان بحق تصدير نسبة من انتاجه من النفط بمعزل عن الحكومة العراقية ولا افهم لماذا يخص الاقليم بهذا الامتياز دون المحافظات المنتجة الاخرى كالبصرة وميسان وذي قار؟
2-عدم وجود ضمانات واضحة لالتزام الاقليم بتسليم الحصة المقررة عليه من النفط المصدر وخصوصا أن التجارب السابقة اثبتت تنصله عن الالتزام بأي اتفاق.
3-اعتبار نفط كركوك جزءا من نفط الاقليم الذي سيهب منه جزءا للميزانية، وخطورة هذه الفقرة تكمن في كونها عملية تخلي عن هذه المحافظة بسهولة وضمها الى الاقليم.
4-منح كردستان نسبة 17 بالمئة من الميزانية بينما استحقاقه وفق احصاءات وزارة التخطيط هي 12 بالمئة فقط ، وتم منحهم تلك النسبة في الميزانيات السابقة من باب (وهب الامير ما لا يملك ) والامير هنا هو الحكيم وعلاوي والجعفري والمالكي.
5-التخلي عن الديون المترتبة بذمة كردستان والتي تصل الى 22 مليار دولار عن اقيام النفط المشترط تصديره في الاعوام السابقة من قبل الاقليم والتي لم يلتزم بها.
6-التزام الحكومة العراقية برواتب البيشمركة وتسليحها في الوقت الذي كانت وما زالت فيه هذه المليشيا تتصرف كقوة معادية للعراق ولا تتصل بأي صلة بوزارة الدفاع العراقية ، كما انها لاتلتزم بالدفاع عن
تراب العراق وبأقرار صريح من القيادة الكردية والاكثر من ذلك فأنها تلتزم بالدفاع عن القومية الكردية حصرا وفي اي بقعة من الارض خارج حدود العراق واقرب الشواهد لدينا ذهابهم الى كوباني في سوريا.
7-على مر التأريخ السياسي لاتوجد مفاوضات تفضي الى حل هكذا كم من المشكلات المعقدة لا تستغرق سوى يوما واحدا فقط!!، والذي يدل على انها لم تكن مفاوضات بالمعنى الصحيح، بل يبدو انها كانت عبارة عن القاء مطاليب من الطرف الكردي وكلمة موافق من الطرف الحكومي.