للباحث العراقي الفلسفي الدكتور علي حسين الجابري، ومن منشورات الدار العربية للعلوم- بغداد، صدر كتاب حمل عنوان: العرب والرأسمال المعرفي. وقبلَ عرض الكتاب، من الضروري تقديم قراءة في سيرة الفيلسوف الجابري.ولدَ في مدينة (علي الغربي) بمحافظة ميسان. هو (علي حسين محمد علي الجابري). باحث في الفلسفة . إختصاصه العام: الفلسفة وتاريخها، لا سيما الإسلامية. واختصاصه الدقيق: فلسفة الحضارة والفكر العربي المعاصر. حاصل على شهادة البكالوريوس/ آداب/ فلسفة من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1965، وعلى دبلوم عالي في الفلسفة الإسلامية من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية عام 1969، وعلى ماجستير في الفلسفة الإسلامية من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1974، وعلى دكتوراه فلسفة الحضارة من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1990، وتدرج في الحصول على الالقاب العلمية، وآخرها: الأستاذية 1993. ومن المواد التي تولى تدريسها في الدراسات الأولية طوال سبعة وثلاثين عاماً:الفلسفة اليونانية وفلسفة التاريخ. وفي الدراسات العُليا: فلسفة التاريخ والحضارة، وعلم التصوف. أشرف على (17) رسالة ماجستير وعلى (16) رسالة دكتوراه. وفي الفترة (1977-2014)، صدر له (47) كتاباً، بضمنها هذا الكتاب، معظمها نشرت خارج العراق. ومن الواضح أن سيرته وعطاءه(مُتخمة): كماً ونوعاً. لذلك إنتقينا منها، تلبية لضغط المساحة الكتابية الصحفية المتاحة. لقاءٌ.. وتعاون تابعتهُ عن بعد، وقرأت عنه. ومطلع هذا العام(2014)، إلتقينا في الجامعة المستنصرية. زارني في جناح(مكتبة الدار العربية للعلوم)، في معرض الكتاب الجامعي الذي أقامتهُ الجامعة. تحاورنا.. وكان هناك فهم مشترك. وتوثقت علاقتي بهذا الفيلسوف العراقي، وأعتز بعلاقات ربطتني برموز من الوسط الفلسفي العراقي: في مقدمتهم: الدكتور حسام الآلوسي، والأستاذ مدني صالح .. الرأسمال المعرفي على الطاولة، أمامي الآن، كتابه الذي صدر حديثاً، تحتَ عنوان العرب والرأسمال المعرفي . ويستوقفنا في الكتاب سطور الإهداء التي جاء فيها: الى الذين يجتهدون في إجتياز عقبات الخطوة الثالثة، باتجاه التنوير(العلمنة- العقلنة- الإيمنة)، أقدم هذه الصفحات.وفي الخاتمة نقرأ: هذه واحدة من تجارب البحث الأكاديمي في العالم الثالث- الوطن العربي- العراق. عمدَ أعضاء الفريق العلمي الى إنجازها على أساس (المنظور النقدي) لواحدٍ من أهم موضوعات البحث المعاصر، في الفكر العربي- الإسلامي- الفلسفي- والعلمي.ويمضي الجابري للقول: وإذا كان شعارنا (لا مقدس خارج المقدس) يصبح من الأولى لنا، وحين نتأمل مؤلفات مثل العقل العربي ومجتمع المعرفة، بجزأيه، أن نعمل رؤانا النقدية ، على سبيل التنبيه والتوجيه لما يجب أن يكون مشروعاً قومياً طويل الأمد، يتطلب حشد الجهود الأكاديمية لبلوغ غاياته الكبر.
* أربعة أقسام.. (و(224) صفحة وبينَ الإهداء والخاتمة ضمّ الكتاب أربعة أقسام، موزعة على(224) صفحة من القطع الكبير، بغلاف ورقي ملوّن والأقسام هي: القسم الأول: ثلاث باقات من الورد للجابري في عيده السبعيني. القسم الثاني: ثلاثة مداخل لجديد فلسفة العلوم ومجتمع المعرفة. القسم الثالث: العقل العربي بين مجتمع المعرفة والمعادلة الناقصة. القسم الرابع: العقل العربي بين المعادلة الناقصة والفرصة الضائعة(ورشة عمل فلسفي). إضافة للهوامش والأحالات لكل قسم. إشكالية مركبة يقرر الباحث علي حسين الجابري أن العقل العربي والمجتمع العربي، إشكالية مركبة، من حيث الواقع الحضاري المتخلف وسُبُل معالجة ذلك الواقع، ولا سيما حينَ يجري الحديث عن المعلوماتية والعوملة والثورات المتلاحقة في ميادين العلوم وفلسفتها، في حضارة الآخر، وهو يدخل عصر الكايوسية، منذ عام1990، وما إستجد من علوم أو تجاور في مجالات بحث جديدة بين السائد المألوف، وبين المكتشف وغير المعروف.أقدر، ومن موقع رصد قريب، أننا أمام بحث فلسفي جاد، بذل فيه المؤلف، والفريق العامل معـــــــــــــــه، جهوداً كبيرة. ونقدر لهم جرأتهم في رفض(المُقَدَّس) خارج المقدس.إنه كتاب يرفد المكتبة الفلسفية خاصةً، والمكتبة العربية عامة.