15 نوفمبر، 2024 9:05 ص
Search
Close this search box.

 الجيش الأميركي يخوض أولى معاركه البرية ضد داعش في العراق

 الجيش الأميركي يخوض أولى معاركه البرية ضد داعش في العراق

دشنت مشاركة قوة أميركية برية صغيرة في هجوم عسكري مضاد نفذته قوات عشائرية وأخرى نظامية تابعة للجيش العراقي ضد تجمعات تنظيم الدولة الإسلامية، العودة الفعلية للجيش الأميركي إلى القيام بمهام قتالية برية في العراق بعد نحو 3 سنوات على انسحابه رسميا من هذا البلد بنهاية كانون الاول 2011.
وقالت مصادر عسكرية عراقية ميدانية إن القوة الأميركية وقوامها نحو 30 جنديا وضابطا أول، كانت تعمل بجانب المقاتلين العراقيين في الجيش وفي مقاتلي العشائر لمساعدتهم على طرد عناصر التنظيم الإرهابي الذي صاروا على مقربة من قاعدة عين الأسد، غربي الأنبار.
وتدخلت القوة الأميركية وفقا لنفس المصادر في محاولة لإبعاد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية عن محيط القاعدة التي يوجد داخلها نحو 100 مستشار أميركي، يتولون تدريب الشرطة وأبناء العشائر وإعداد الخطط الحربية للقوات العراقية.
وقال قائد ميداني في الجيش العراقي في محافظة الأنبار، إن القوة الأميركية المجهزة بأسلحة خفيفة ومتوسطة، وبمساندة مقاتلات من طراز “اف 18″، تمكنت من إلحاق خسائر بمقاتلي الدولة الاسلامية، وأجبرتهم على التراجع من منطقة الدولاب، التي تبعد 10 كيلومترات عن قاعدة عين الأسد، وذلك وفقا لما تناقلته الثلاثاء مصادر إعلامية متعددة.
ويأتي التحرك البري الأميركي على رمزيته اياما قليلة بعد أن اتخذت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي أول خطوة نحو التفويض بحرب أميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكن دون التدخل بقوات أميركية على الأرض، إذ تصدى الديمقراطيون لطموحات الرئيس باراك أوباما في مشروع التدخل البري.
ويطالب الرئيس باراك أوباما بالتفويض له بشن حرب ليعوض اعتماده حتى الآن على تفويض حرب تم تمريره في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش، للقيام بعمل عسكري بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول العام 2001.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور روبرت مينينديز إن هذا الإجراء يوفر تفويضا مدته تصل إلى ثلاث سنوات، ويمنع مشاركة قوات الجيش الأميركي في قتال على الأرض “إلا في ظروف معينة”. ويقول مراقبون إن تهديد حياة العشرات من المستشارين العسكريين الأميركيين في قاعدة عين الأسد أين يشرفون على تدريب قوات من العشائر العراقية يدخل في سياق هذه الظروف المعينة التي يسمح بموجبها القرار الأخير للجيش الاميركي بالتحرك وشن عمليات عسكرية على الأرض.
وتعهد أوباما بعدم انخراط الجيش الأميركي في قتال مباشر على الأرض، غير أنه أذن لآلاف من القوات بالعمل كمستشارين للجيش العراقي.
ويقول مراقبون إن المشاركة الأميركية في المواجهة البرية ضد التنظيم الإرهابي تشكل تطورا مفاجئا في الحرب التي تخوضها دول التحالف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق. وهذه المشاركة هي الاولى من نوعها منذ انسحاب الجيش الاميركي من العراق في نهاية العام 2011، إثر رفضت بغداد تجديد اتفاق بقائه على الأراضي العراقية.
وفي الـ18 من ديسمبر/كانون الأول 2011، عبرت آخر عربات مدرعة في قافلة تابعة للفرقة الثالثة في الجيش الأميركي الحدود البرية من الأراضي العراقية باتجاه الكويت، لتنهي وجودا عسكريا اميركيا مباشرا في العراق استمرّ قرابة تسعة أعوام من الاحتلال وتسلم كافة المسؤوليات الأمنية والعسكرية إلى السلطات العراقية.
وقدرت خسائر الولايات المتحدة في العراق بـ4474 قتيلا و33 ألف جريح حسب الأرقام الرسمية، كما أنفقت واشنطن نحو تريليون دولار كتكاليف للغزو الذي بدأ في العام 2003.
وهذه التكاليف البشرية والمادية الباهظة للمشاركة في غزو العراق ومن ثمة تأمين الحكومات العراقية المتعاقبة الى حدود نهاية 2011، هي تحديدا ما يخيف كثيرا من الأميركيين من احتمال التورط ثانية في العراق.
وقال العقيد سلام ناظم أن القوات الأميركية دخلت مع شريكتها العراقية، خطّ التماس مع عناصر “الدولة الاسلامية”، واشتبكت معهم لأكثر من ساعتين، لتنجح في إبعادهم عن منطقة الدولاب.
وأضاف أن التنظيم الإرهابي تكبد خسائر هائلة في الأرواح بينما كثفت المقاتلات الأميركية الضربات المركزة على تجمّعات التنظيم وتمكنت في النهاية إسكات مدافعه وتحيدها عن المعركة.
وأشار العقيد بالجيش العراقي إلى أن الاشتباكات وقعت بين الساعة الواحدة والثالثة من صباح الثلاثاء.
وتقع قاعدة عين الأسد على بعد 90 كيلومترا عن مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار، وقد شيدت في نقطة التقاء قريبة بين الحدود العراقية السورية والعراقية الأردنية، وتبلغ مساحتها 26 كيلومترا مربعا، علمًا بأن نهر الفرات وبحيرات صناعية تحيط بها من اتجاهات عدة.
وقال الشيخ محمود النمراوي وهو زعيم عشائري بارز في المنطقة، إن “القوات الأميركية تدخلت بسبب اقتراب “الدولة الإسلامية” من القاعدة التي يتمركزون فيها، ومن منطلق الدفاع عن النفس”، مرحبا في الوقت ذاته بهذا التدخل، آملا “ألا يكون الأخير”.
وأضاف “حققنا تقدما في منطقة الدولاب، التي انسحب منها تنظيم ‘الدولة الإسلامية'”، مؤكدا أن القوة الأميركية الخاصة التي شاركت في المعارك، وفرت للجيش العراقي وقوات العشائر “زخما ناريا كبيرا، وفتحت محاور حول المنطقة مكنتها من اقتحامها ومباغتة مقاتلي التنظيم”.
وأكد الزعيم العشائري العراقي ان القوة الأميركية انسحبت من المنطقة باتجاه قاعدة عين الأسد بعد انتهاء مهمتها، متحدثا عن “وعد أميركي بتزويد مقاتلي العشائر المتواجدين في تلك المنطقة حصرا بالسلاح”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة