23 ديسمبر، 2024 3:09 م

أمريكا بين عشق كردستان ومغازلة العشائر السنية

أمريكا بين عشق كردستان ومغازلة العشائر السنية

(قضية التسليح)
أعدت وزارة الدفاع الأمريكية وثيقة للكونغرس, من اجل شراء أسلحة لأبناء العشائر في المنطقة الغربية, وتضمنت هذه الخطة إنفاق 24.1 مليون دولار للتسليح والتدريب, وتمثل جزء صغير من مجمل الطلب لصرف مبلغ 1.6 مليار دولار لتدريب وتسليح القوات العراقية الكردية, فالاهتمام الأمريكي كبير في دعم الكورد والسنة! في هذا التوقيت بالذات,, مع تلكؤ مشروع التقسيم, الذي يروجون له, واليوم العمل من هذا الباب.
التسليح هو الحل ألان, ليس لإنقاذ العراق من داعش, بل الحل لتحقيق حلم التقسيم, مع أشياء أخرى دفينة في عقل المخطط الغربي, فتحصل الكورد والسنة على تقنية عسكرية متطورة وبشكل مستقل عن الدولة الاتحادية, يجعل منها ندا للدولة, واليوم نقرا ونرى ونسمع بوضوح تصريحات بعض القيادات الكوردية وهي تتكلم من باب الند ومن دون شعور بالولاء, تحصل الأمر مع الشعور المتنامي بالقوة نتيجة حملة التسليح الغربية للإقليم بعيد عن أي اتفاقات مسبقة مع المركز.
إما المنطقة الغربية, وخصوصا الأنبار, فأمريكا والغرب مهتم بتسليحها وتشكيل جيش من أبنائها خاص بها, يكون نواة لقوات ضخمة تدعم الانفصال وتكون مستعدة لحرب قادمة ما بعد التقسيم, فالمخطط يشير إلى تقسيم العراق لدويلات متناحرة, الموصل تم تسليمها في حزيران من الانبطاحيين للدواعش من دون قاتل, والغرب يسعى لاستثمار الوضع, فصرفه الملايين ليس كعمل صالح,  فالأمر لا يتعدى السعي  لتحقيق مكاسب.
التصريحات  الأمريكية كلها تسعى لصنع جدار بين العشائر السنية في المنطقة الغربية وبين الحكومة, فهي تصرح أنها  تشعر بالخوف من تسليح  الحكومة العراقية خوفاً من استعمالها ضد معارضيها!وتدعوا إلى عدم  تهميش السنة! أي تربط بين الأمرين, وها هو مشروع أمريكا الأخير الداعي لدعم بناء العشائر السنية حصراً, ليشكل ضربة حقيقية لأي مشروع عراقي وطني, أو الجهود الرامية لإصلاح المنظومة العسكرية, فأمريكا تدفع بالوضع نحو شرخ لا ردم له, والتأسيس للانفصال.
الواجب اليوم يحتم علينا, عدم الغرق في مستنقع أمريكا, والانفتاح على علاقات خارجية مع إطراف أخرى, وتنويع التسلح بدل الاعتماد على صفقات أمريكية لا تأتي, حتى النصائح وتبادل المعلومات مع أمريكا يجب إن يكون بحدود معينة وبحذر شديد, بالإضافة لتفعيل بنود اتفاقية الانسحاب الاقتصادية واللجوء للمحاكم الدولية والمطالبة أمريكا بدفع إضرار الحرب, وتنفيذ التزاماتها اتجاه العراق, فالحق لا يضيع إن كان خلفه  رجال حقيقيون.
أخيرا,الجيش العراقي يجب إن  يعاد هيكلته, والتدريب والمستشارين يجب إن يتم حصرم بالعراقيين, مع لإنهاء تواجد أي مدرب أو مستشار أمريكي, فوجودهم خطر كبير, والتطوير يكون عبر إرسال الضباط الشباب والدربين للخارج والدخول في دورات متطورة وحديثة تسهم في رفع كفاءتهم , والدورات عبر أبروتوكولات مع الدول  الأخرى, ولا يحصر الأمر بأمريكا , بل التنويع واجب مع الدول الأكثر كفاءة وتطور, عندها تنتفي الحاجة لمدربين ومستشارين من الخارج.
ما يحصل اليوم كله بسبب ضعف غريب لحكومات الأمس, التي أهملت الجيش العراقي وغرقت في مستنقع الجهل والفساد والانبطاح لأمريكا, ننتظر همة اكبر من حكومة اليوم لإصلاح ما أفسده الدهر, وهو أمر ممكن لو تواجدت الإرادة الحقيقية للإصلاح