في هولندا يهطل علينا المطر، ليلا ونهاراً، صيفا وشتاء، طيلة 300 يوما بالسنة لكن لا شارع يغرق ولا بيت يسقط ولا قطار او سيارة او عربانة تتوقف.. لا يتوقف الناس عن الحركة والعمل ولا لحظة واحدة.. !
سمعتُ يوم امس اعلان (مديرية الدفاع الوطني) في محافظة البصرة أن المدينة ذات الشوارع السمراء المبلطة وذات المجاري الشقراء الميسرة مهددة تهديدا مباشراً بأمطار غزيرة خلال الأيام القادمة تنزل عليها نزول الآر بي جي ..! لهذا وذاك وغيرها من الامور أصدرت المديرية تعليماتها إلى المواطنين الكرام بعدم الخروج من المنازل ..! مع الأخذ والانتباه الشديد الى الحفر الكثيرة أثناء قيادة السيارات في الطرقات ومنع الاطفال الاغنياء منعا باتا من قيادة سيارات آبائهم من كبار الموظفين لتجنب مخاطر الانزلاق..! كما نبهت لجنة الخدمات في مجلس محافظة البصرة بضرورة ابتعاد المواطنين، رجالا ونساء ،شيوخا واطفالا، عن الاسلاك الكهربائية تجنبا للصواعق التي تحدثها هذه الاسلاك اثناء هطول المطر او انهيار الدور على رؤوس ساكنيها قضاء وقدرا كما حصل في السنوات الماضية..! وحذر مجلس المحافظة من استعمال تلفونات الموبايل أثناء حالات البرق والرعد خوفا من انفجار الموبايلات.. كذلك دعت المواطنين النازحين من المحافظات الساخنة الى الاحتماء داخل سياراتهم مع غلق ابوابها في حالة غرق كرفاناتهم او خيماتهم..!
نصحت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الزبير والفاو والعشار والتنومة والقرنة جميع المواطنين بترك بيوتهم بعد ساعة واحدة من هطول الامطار حتى لا تداهمهم السيول، وعدم المخاطرة بالنفس أو الأسرة والتحلي بالصبر والانتظار لحين زوال الخطر، وضرورة مراقبة الأطفال باستمرار فقد يتعرضون للمخاطر أثناء الأمطار والسيول، وتجنّب السباحة في المستنقعات والتجمعات المائية بالمدارس والجامعات والمستشفيات والملاعب الرياضية لاحتوائها على الوحل والطين الذي تنغمس فيه الميكروبات الخطيرة وبالتالي الابتعاد عن الأحياء المغمورة بالمياه تجنباً للغرق – لا قدّر الله – خاصة وأن المطر البصراوي ليس نظيفا كما هو المطر الهولندي رغم أن السماء واحدة والغيوم واحدة في كل مكان وزمان..! كما دعت المديرية الاستفادة المباشرة من الخطط الاستراتيجية التي وضعتها أمانة بغداد ضد (خطر الأمطار) التي أعلنها أمين العاصمة معالي نعيم عبعوب..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيطان الكلام:
في البصرة توجد شوارع واسعة وأحياء كبيرة وأموال كثيرة لكن عقول المسئولين الحكوميين عن حماية الناس من الامطار ضيقة جداً.. صغيرة جداً..!