ماهي النتيجة العملية التي قطفها او قل سيقطفها الشعب العراقي من مؤتمر اربيل الاخير؟.
لماذا لم يعقد المؤتمر في بغداد او البصرة او اي محافظة آمنة اخرى؟. ماهو الدور الكردي فيه وماذا تتأمل اربيل من مخاض المؤتمر البائس هذا؟.
ولاشك ان هنالك العديد من الاسئلة المثارة حول هذا المؤتمر الذي جاء بالتاكيد في ظروف حاسمة يمر بها البلد.
فبعد ان اصبح واضحاً لدى الجميع، ان على العراقيين خلق تغيير اصلاحي حقيقي شاء من شاء وابى من ابى، وان لم يحصل ذلك فليس للعراق الا الانزلاق نحو الهاوية بعد ما وصلت اليه الامور بسبب السياسات الفاشلة خلال التسعة سنوات المنصرمة، اخذ الامل يدب من جديد في افئدة المخلصين من العراقيين وهم يتلمسون فعلاً لخطوات عملية اصلاحية في هذا العهد.
ولاشك كذلك ان من اهم هذه الخطوات هو التصدي الفاعل لعصابات داعش للقضاء عليها الى جانب التصدي للفساد المستشري على كل الاصعدة، وان القضاء على داعش يعني القضاء النهائي بكل صراحة لفلول البعث الظالم وهم يشكلون الغالبية من قيادات داعش الذين توغلوا بدماء العراقيين وعدم اعترافهم باي خطوط حمراء في فنون القتل وتدمير كل ما يقف في طريقهم باي شكل في سبيل العودة للسلطة.
هذه الحقيقة كانت ولازالة شاخصة امام ازلام البعث الصدامي ومن على شاكلتهم ممن تواجدوا في هذا المؤتمر رغم مطلوبيتهم للقضاء العراقي. فقد تفاقمت تحركاتهم المحمومة بعد ادراكهم فشل تبنيهم ستراتيجية الارهاب والتفجير وزعزعت الامن التي كانوا يرومون من خلالها عدم اعطاء البلد فرصة لالتقاط انفاسه للبدء بعملية البناء وتثبيت حالة الديمقراطية الامر الذي من شأنه ان لايدع اي مجال لعودتهم.
فها هو البلد يمتص الهجمة ويضمد جراحه ويضع قطاره على سكة الاصلاح والبناء الحقيقي لاول مرة.
ان تحركهم هذا لا يعد الا كونه صحوة ميت ومحاولة اخيرة لاعادة وضعهم الى الساحة السياسية وانقاذ مايمكن انقاذه من رصيدهم السياسي لانهم يدركون ان العراق بدأ معركته الحاسمة ضد الارهاب والظلم والاجرام البعثي وانه منتصر لامحالة وان الخونة ىسيقدمون للعدالة آجلاً ام عاجلاً وسوف لن يتقبل الشعب اي مجرم او حرامي في مستقبله القريب انشاء الله بعد مضي هذا المنهج الاصلاحي المؤزر الجديد، وان الاخوة السنة ادركوا ان مستقبلهم مع هذا الاصلاح فهو لهم كما هو لكل ابناء العراق الخيرين، ولهذا انبرى الاخوة من آل النجيفي المحافظ الفاشل ونائب الرئيس الفاشل الذي لم يكن الا بيدقاً في سياسات السنوات التسعة العجاف الماضية محاولين الاستفادة من هذه الفعاليات الفاشلة لاعادة وضعهم، الامر الذي دفع باسامة النجيفي الى اللعب على وتر قديم مكشوف بسذاجته وفشله لكل بسيط وهو الدعوة للمطالبة باقليم السنة او حتى تقسيم العراق الى سنة وشيعة واكراد ولكننا نقول لهم وبكل اختصار ان الخاسر الاكبر من هذه الاساليب هُم وليس غيرهم وليس لهم الا التعاون الحقيقي المخلص مع عملية الاصلاح الجديدة ان ارادو خير عراقهم وحفظ ماء وجوهم امام الله والشعب والتاريخ.
والله تعالى من وراء القصد.