لعل اﻻرهاب بكل تفصيلاته مورس في العراق ، فهو كما نعرف : أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لا تجيزها القوانين المحلية أو الدولية.
فقد عاش العراق إرهابا فرديا، وإرهابا جماعياً غير منظم، وارهابا جماعيا منظما، وارهابا دوليا، وما يندرج تحت كل هذه العناوين .
تفسيرات اﻻرهاب المتعددة والرؤى المختلفة تتفق على جوانب محددة من خلال ما يعيشه العراق على سبيل المثال وهو مدار هذا المقال.
حاولت جاهدا استدعاء ثلاثة تصريحات تقف على موضوع اﻻرهاب من خلال الرئاسات الثلاثة في العراق ..
وسأبدأ برئيس الجمهورية فؤاد معصوم اذ يوضح في كلمة القاها في مؤتمر جدة : ( أهمية وحدة الصف في محاربة الارهاب، سواء كانت بين أبناء الشعب أو السياسيين. وتسخير كل الطاقات العراقية لدحر هذه الآفة. علما ان الدعم والحشد الدولي الذي ناله العراق هو مكسب كبير لنا، ويجب استثماره لصالح الشعب العراقي في معركته المصيرية لتفويت الفرصة أمام قوى الارهاب).
ولعل معصوم الصريح فيما يقول وضع اليد على الجرح عندما قال معركة مصيرية فالخطر لن يكون حكراً على العراق فآثاره ستمدد الى الجوار والباكورة اليمن وقبلها سوريا والقادم غير معلوم، وهذا يتطلب الوقفة الجماعية العربية اوﻻ والدولية ثانيا.
السلطة التنفيذية لم تكن بمعزل عن مشكل اﻻرهاب وما تعرض له البلد فقد أكد العبادي في كلمته في مؤتمر بروكسل على عدة نقاط من اهمها:
(تعزيز علاقاتنا مع جميع دول الجوار، لكي نتمكن معا من محاربة عدونا المشترك (داعش) بفعالية أكبر… ومن خلال عملنا مع هذه البلدان ودول أخرى في الجوار، فإننا بصدد تشكيل واجهة دفاعية مشتركة تقف بوجه (داعش)، وبصدد بلورة استراتيجية جديدة لمعالجة المشاكل الإقليمية التي تؤدي إلى تفشي الإرهاب الدولي) .
نتفق مع التشخيص هنا بقدر اتفاقنا على توصيف العلاج الكامن في تعزيز العلاقات اﻻقليمية مع دول الجوار التي كانت جامدة في فترة من الفترات لكنها سرعان ما عادت الى مجاريها بعد الزيارات التي قام بها رؤساء الرئاسات الثلاث الى عدة بلدان منها السعودية والكويت واﻻردن وقطر والبحرين وتركيا وايران ومصر.
موقف الرئاسة التشريعية المتمثلة بمجلس النواب كان عبر رئيسه سليم الجبوري في محاضرة ألقاها مؤخراً في بروكنغز الدوحة شخص فيها ثلاث اسباب رئيسة للارهاب هي:
1. ازمة فكرية في الجانب الديني
2. تنامي الظلم والقهر
3. اجتياح خارجي لخلق توازن قوى
ولعل اﻻسباب الثلاثة تختصر كل مشكلة اﻻرهاب في العراق خاصة والعالم عامة.
فاﻻزمة الفكرية لدفع الشباب المغرر به اتت اكلها داخلا وخارجا، ناهيك عن توسع رقعة الظلم لتشمل محافظات كثيرة كانت اﻻنبار اولها ونهايتها في علم الله، باﻻضافة الى حضور العنصر الخارجي وفي كلا اﻻتجاهين ان كنا نتكلم عن السنة فسنأتي الى ذكر السعودية وقطر ، او كنا نتحدث عن الشيعة فبالتالي سيكون كلامنا عن ايران وما تفعله في العراق من تدخل سافر.
يبقى تطابق الرؤى في توصيف المشكلة من قبل هرم الدولة التشريعية والتنفيذية والرئاسية مؤذنا بنهج جديد لم يكن يعرفه العراق على مدار عشر سنوات عجاف ومن شأنه ان يخلق حالة صحية ستدفع اﻻجيال القادمة فاتورتها استقراراً وامنا وامانا وليس ذلك ببعيد .. وهو ما ندعو الله لتحقيقه ونتمناه .