18 ديسمبر، 2024 8:16 م

عن الميليشيات الداعشية

عن الميليشيات الداعشية

لسنا نقلل او نهون من شر و عدوانية و الطابع الارهابي لتنظيم الدولة الاسلامية(داعش)، لکننا في نفس الوقت لانحبذ ولانريد بأن يصبح هذا التنظيم و أخباره الطاغية على کل شئ ستارا و غطائا للتستر على جرائم و مجازر و عدوانية تنظيمات أخرى تعمل بنفس الاتجاه الارهابي، کما هو الحال مع الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق و التي يعلم القاصي قبل الداني بأنها تخضع لأوامر و توجيها طهران و تعمل بوحي من إرادتها و إملائاتها.

هذه الميليشيات التي تسعى اوساط حقوقية و سياسية و منظمات مجتمع مدني في العراق و خارج العراق تنظيم حملة من أجل إدراجها في قائمة المنظمات الارهابية الى جانب تنظيم داعش و جهاز الحرس الثوري الايراني، تلطخت يداها بالکثير من الجرائم و المجازر المختلفة و التي إرتکبتها جميعها بطابع و اسلوب إرهابي لايرقى إليه أي شك، ويکفي أن نقول بأن منظمة العفو الدولية أيضا ترى جرائم و مجازر هذه الميليشيات الشيعية لاتقل فظاعة و قسوة و وحشية عن تلك التي يرتکبه تنظيم داعش، لکن الفرق هو أن داعش تقوم بکشف جرائمها و ممارساتها الارهابية و التفاخر بها في حين تقوم الميليشيات بإخفائها و التستر عليها و إظهارها وکأنها جريمة ضد مجهول.

هذه الميليشيات التي تقوم بإستغلال الحملة الدولية ضد داعش، فتقوم بتجييرها و إستغلالها لشن حرب طائفية ضد أهل السنة في العراق حيث تجري عمليات ترحيل و تهجير أحياء و مناطق سنية بکاملها في محافظات بغداد و ديالى و البصرة و غيرها، کما تجري عمليات تصفية و إغتيال کفائات سنية من ضباط و أطباء و علماء وحتى قسم منهم يتم تصفيتهم مع عوائلهم، هذا الى جانب جرائم الاختطاف و طلب الفدية والتي زادت بشکل غير عادي، وفي الوقت الذي ينشغل الجيش العراقي المنهك اساسا الى في الحرب الطاحنة ضد داعش، فإن هذه الميليشيات تشن هجماتها الطائفية المشبوهة في المحافظات العراقية المختلفة ضد ابناء الشعب العراق من الطائفة السنية، ولذلك فإن على المجتمع الدولي عموما و شعوب و دول المنطقة خصوصا، أن لاتغفل عن هذه الحقائق و تترك هذه الميليشيات الارهابية تفلت من المسائلة و المحاسبة على جرائمها التي إرتکبتها و التي تدخل الکثير منها ضمن جرائم ضد الانسانية، مثلما انه من الضروري أيضا ملاحظة دور طهران المشبوه في هذا الخصوص و العمل الجاد في سبيل قطع أذرعها و دابرها من العراق و المنطقة ضمانا لأمنيها القومي و الاجتماعي.