19 ديسمبر، 2024 9:18 ص

إنتقام طائفي بإمتياز

إنتقام طائفي بإمتياز

لم يبادر النائب عن محافظة ديالى(رعد الدهلکي)، الى الدعوة الى تشکيل لجنة تحقيق برلمانية للوقوف على طبيعة الاوضاع في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي(داعش)، من فراغ او من أجل مزايدة او مناورة سياسية ما، بل هي جاءت لتعبر بوضوح عن مايمکن وصفه بجرائم إنتقام ذات طابع طائفي محض.

الدهلکي الذي قال في تصريحاته الصحفية التي دعا فيها الى تشکيل اللجنة المشارة إليها أعلاه، ان” عصابات إجرامية تقوم بحملات تجريف للمنازل و البساتين الزراعية في مناطق عدة في ناحيتي السعدية و جلولاء دون أي رادع أمني”، محذرا من حصول تغيير ديموغرافي في تلك المناطق مما سيخلق مشاکل معقدة، لکنه لم يوضح و بصورة کاملة هوية و إنتماء تلك العصابات الاجرامية و لم يقم بتحديدها.

بحسب التقارير و المعلومات الواردة من تلك المناطق التي يتحدث عنها النائب المذکور، فإنه قد تعرض أکثر من 3500 عائلة من عشيرة الجبور الى التهجير من مناطقها قسرا، ويأتي ذلك في خضم ماقد ذکرته مصادر عدة عن إنشاء غرفة عمليات جديدة في محافظة ديالى لفيلق القدس بإشراف الجنرال قاسم سليماني و يقودها هادي العامري، زعيم منظمة بدر و تضم في عضويتها”بحسب التقارير”، قائد شرطة ديالى الفريق جميل الشمري و رئيس مجلس المحافظة مثنى التميمي و قائمقام الخالص عدي الخدران و معاون رئيس عصائب أهل الحق قاسم أبو زينب و عددا من قادة(الحشد الشعبي)، وثلاثة ضباط إيرانيين عرف منهم العميد مهدي خسروي.

غرفة العمليات هذه التي تفرع عنها غرفا عسکرية فرعية في ناحية(ابو صيدا)، التابعة لقضاء المقدادية و تتولى عمليات تهجير سکان القضاء و أغلبهم من السنة العرب إضافة الى غرفة أخرى في ناحية العظيم التي تفصل المحافظة عن محافظة صلاح الدين و غرفة عمليات ثالثة في ناحية المنصورية و مسؤوليتها تشمل مناطق حوض حمرين و قاطع ناحيتي السعدية و جلولاء، کما أکدت(العباسية نيوز)و مصادر أخرى، ويبدو أن رفض أهالي الرمادي لمشارکة مايسمى بقوى”الحشد الشعبي”، والتي تشکل عمادها الميليشيات الشيعية، قد فسرته و وضحته مجريات الامور في مناطق محافظة ديالى، حيث تجري عمليات تغيير ديموغرافية فريدة من نوعها، إذ تصاحبها هدم و نسف البيوت مع جرف البساتين، بحيث يتم قطع طريق العودة على السکان الاصليين، لکن الاغرب من هذا ماقد صرح به مثنى التميمي، رئيس مجلس محافظة ديالى بأن:”موقع محافظة ديالى يحتم عليها أن تکون شيعية بإعتبارها تحاذي الجارة إيران و

خصوصا وأن أغلب سکانها سنة و عسکريون في الجيش السابق و جميعهم(بعثية)”!

الثنائي سليماني ـ العامري، يلعبان أکثر من دور و على أکثر من صعيد، ولئن حاول البعض تسويق سليماني و تلميع وجهه و دوره بإعتباره يقاتل من أجل الشعب العراقي جميعا دونما إستثناء وانه في صدد قهر داعش و إلحاق الهزيمة به من خلال قيادته للجيش العراقي، بل وحتى وصلت الجرأة ببعضهم أن شبهوه بجيفارا، لکن هذه المعلومات الموثقة و غيرها، تؤکد بأن لسليماني و تابعه العامري مهمات عديدة خاصة من ضمنها تنفيذ عملية التغيير الديموغرافي الشنيعة هذه ضد أهالي ديالى و التي تعتبر بمثابة إنتقام طائفي بإمتياز وهو مايضيف الکثير من الشبهات الاضافية للدور الذي قام و يقوم به هذا الثنائي على الدوام في العراق.

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات