22 نوفمبر، 2024 11:41 م
Search
Close this search box.

قرار اعدام ( العلواني ) رصاصة الرحمة في رأس المصالحة الوطنية !

قرار اعدام ( العلواني ) رصاصة الرحمة في رأس المصالحة الوطنية !

 القرار الذي اصدرته محكمة الجنايات الكبرى بحق النائب العراقي ( الدكتوراحمد العلواني ) كانت اخر اطلاقة من جعبة حكومة بغداد ورصاصة الرحمة في رأس المصالحة الوطنية في  عراق ما بعد التغير , ومع أن الخليفة الرابع للمسلمين سيدنا الامام علياً بن أبي طالب رضي الله عنه لم يبايع الخليفة الثالث سيدنا الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه الا بعد ستة أشهر من مبايعة غالبية المهاجرين والأنصار له، لكن لم يمنع هذا الأمر علياً من أن يدافع هو وسبطي الرسول صلى الله عليه وسلم ، الحسن والحسين رضي الله عنهما ، أيام الفتنة الكبرى ومحاصرة منزل الخلافة ثم قتل عثمان على يد المتمردين من المصريين بعد حادثة تزوير كتاب تولية محمد بن ابي بكر, وكثيرٌ من الروايات نسجها الخيال أو صنعتها المصالح والارتباطات السياسية لكثير من المؤرخين، لكنهم اجتمعوا على أن علياً وإبنه الحسن كانا من بين القليل من الرجال الّذين حملوا نعش عثمان بصمت ودفنوه في وادي البقيع وفي منطقةٍ تسمى (حشا كوكب) عليٌ المعارض وعثمان الشهيد ، مقطع الأوصال يتآخيان لحظتئذ لوأد ودحر الفتنة فحمل عليٌ رفيق دربه في مسيرة الوحدانية القاسية وصحبتهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، على خشبةٍ كي يدفن بهدوء, بقيَ في دار عثمان قميصه الذي قتل به والذي كان من المفترض أن يدفن معه كونه قتل شهيداً !

أمران اذن لم يحسب لهما الهاشميون وقريش والانصار أي حساب ، القميص الممزق بالسيوف والملطخ بدم عثمان والمصحف المدمى !

لا يعلم أحد من استلهما من الدار ثم أوصلهما الى الشام ( هكذا ) .. القميص يصل الى الشام كي تبدأ رحلة للفتنة لم ولن تنتهي.. بدأ معاوية وبنو أمية بحشد تأييد الناس وإستمالة قلوبهم واستفزاز مشاعرهم بعرض القميص على منابر الخطباء في الجوامع ، بين جامع وجامع ومسجدٍ ومسجد وحيٍ وحي في الشام ، والناس تبكي وتنظر بحزنٍ وإستياء وإستهجان على قميص خليفة رسول الله وقد تقطع وتشقق وإمتلأ بدمه ، في الوقت الذي لم يقم أحدٌ من بني أمية بذكر أن علياً وابنه كانا من الأقلية التي دفنت عثمان! أي أن هناك هدفاً آخر لاستقطاب الرأي العام في الشام ونزع القميص وايصاله وهو الخلافة ، وبالها من خلافة بعد أن بويع علياً وبدء الاضطرابات والجمل وصفين وظهور الخوارج وقتل علي ثم قتل الحسين.. ثم.. ثم..ثم تقطيع الأمة وتمزيقها الى طوائف ومذاهب سياسية وعرقية نكتوي بجمرها لحد الآن , التاريخ يعيد نفسه  في كل مرة ، وبعيداً عن التشبيهات طبعاً ، صدام حسين رئيس جمهورية العراق الذي أسقطته قوات الاحتلال الأمريكي وأَسَرَتْهُ ، وحاكمته برسومٍ عراقية متحركة وتسليمه الى الحكومة العراقية بعد صدور حكم الإعدام عليه ، بالضبط في الليلة التي صعد بها المسلمون الى صعيد عرفة ، إختار الجلادون أن يصعد صدام حسين في صباح أول أيام عيد الأضحى الى منصة الموت ولف حبل الشنق حول عنقه ، مع أنه طلب أن يتم تنفيذ الحكم عليه رمياً بالرصاص كونه عسكري!

 القميص الذي أحدث فتنةً لا تزال وسنبقى نعاني منها الى الأبد ، والفلم الذي صوره أحد الحاضرين بوساطة هاتفه المحمول ، الصورة كما شاهدها العالم تظهر مجموعة من المقنعين الّذين ينفذون الحكم وأصوات أخرى لمجموعة لم تظهر صورهم ، تماماً مثل الّذين إستلوا قميص عثمان ، لم يصبروا بل دفعهم الحقد وأنساهم الثأر التمييز بين أبسط شروط الإنسانية ، هاتفين منشدين مستبشرين متشفين متلذذين بموت رجلٍ كُتِفَتْ قدماه ويداه ، هو يقول .. يا ألله .. عندما يضع قدمه اليمنى عل المنصة التي ستهبط به كي يختنق يبدأون هم بترديد شعارات طائفية ، ويبدأ بتلاوة شهادة المسلمين ، المرة الأولى ينطقها كاملةً ” أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ” بدأوا بعدها بترديد إسم قائدهم الذي يقف أو ربما يقف من يمثله بالتأكيد هو وأركان حكومة الثأر والانتقام الأعمى ، ثم يبدأ بتلاوة الشهادة للمرة الثانية ” أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً…….، ومات الرجل الذي كان قوياً وشجاعاً وصبوراً وشامخاً وصلداً ومقاتلاً مجاهداً بلسانه أمام ألد خصومه وأعدائه ، متذكراً الله ورسوله وكان هادئاً شبه مبتسمٍ ومتأنقاً ومحاوراً ورافضاً لكي يُغطى رأسه بكيس أسود ، وهذا ليس مدحاً أو ذماً لأحد ، بل ما أظهره الشريط تماماً وليس ما يدعيه أحد..

الشريط الواضح الموثق هو قميص عثمان الثاني ، بمعنى أوضح أن الّذين عرضوه هم الطامحون للأستيلاء على السلطة بصورة معاكسة أي إقصاء كل الأطراف المناهضة والمعارضة سياسياً وعقائدياً لهم في داخل الحكومة وخارجها وغلق أبواب أي إمكانية صادقة لما يسمى بالمصالحة. .ومن نافلة القول أن مشهد الإعدام صور بثلاث كامرات ، الأولى مكلفة رسمياً من الحكومة وهي من النوع المتعارف عليه في تصوير المناسبات والندوات والنشاطات الخارجية وقد ظهر الشريط بأقل من ثلاثة دقائق حجب عنها الصوت وتوقف العرض وليس التصوير في اللحظة التي أوشك منفذو الحكم من تنفيذ الاعدام .. وكامرتان موجودتان في هاتفين نقالين كما روت ذلك وإتفقت أغلب وسائل الاعلام ومعظم المتحدثين والمتواجدين في أثناء تنفيذ الحكم والهاتفان يحملهما مسؤولان حكوميان لأن بقية المتواجدين سحبت هواتفهم النقالة بعد نقلهم بطائرات الاحتلال من المنطقة الخضراء الى الكاظمية (مديرية الاستخبارات العسكرية العامة سابقاً ! )  وهذا المكان يقع تماماً في الجهة اليمنى بعد عبور جسر الأئمة من جهة الأعظمية أي أنه قريب من مكانين ، الأول أحد أهم الأمكنة المقدسة للشيعة وهو مرقد الأمام موسى الكاظم وقريب جداً من أهم المذاهب السنية وهو الأمام أبو حنيفة النعمان , هذه الأمور بمجملها لم تكن وليدة الصدفة ، إختيار المكان والزمان والكامرات ، نعود الى الكامرات ، الشريط الثالث ظهر جزء بسيط منه من زاوية أخرى ولم تظهر بعد وقائع الشريط كاملةً ، لكنها ستظهر في المستقبل القريب وفي الوقت المناسب ولربما تظهر صور أخرى من داخل حجرة الإعدام لم تجري الإشارة إليها ، الثاني كما أسلفت ظهر كاملاً وبصورة غير دقيقة لكن شبه واضحة وأصوات مفهومة ، صدام حسين سني يشنقه شيعة ، مرددين عبارات لم يألفها من يحضر تنفيذ مثل هذه الأحكام التي كان من المفترض أن تسودها أجواء الروحانية والتسامح لأن الرجل يتجه بثبات الى مثواه ، لم يحسن الحاضرون شفاء غليلهم وثأرهم فقد ارتكبوا كارثةً أودت بعلاقتهم المتينة مع السنة المعارضين لصدام حسين سابقاً ، الّذين اعتبروا هذا الشريط وما صاحبه من مشاهد كان موجهاً الى كل الطائفة السنية في العالم وليس في العراق وحده !

ترى هل ان السياسة العراقية الجديدة ( اليوم ) افقدت خواصها عندما اقرت محكمة الجنايات الكبرى بقرار الاعدام بحق النائب الدكتور احمد العلواني … والسؤال يطرح نفسة امام الرأي العام العالمي هل هذا العمل يدعو الى الاصلاح بين الطوائف العراقية ام حكومات ( انتقامية ) في وقت غير مناسب لاثارة الفتنة الطائفية … والله في خلقة شؤون

أحدث المقالات