الناطقية الرسمية سواء كانت حكومية او غير حكومية ، مدنية اوعسكرية ، في أي مفصل من مفاصل الدولة ، هي عبارة عن الكلام الذي يعبر عن رأي الحكومات اوالاحزاب او المؤسسات ووجهات نظرها ومواقفها ازاء جميع الملفات السياسية والامنية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها، ودائما ما تسعى الحكومات الى الوصول الى خير الكلام في تصريحاتها امام الرأي العام المحلي وغير المحلي ، وقيل قديما : “خير الكلام ما كان لفظه فحلا ومعناه بكرا” ، واللفظ كما يفهم من القول هذا هو الفحل الذكر ، اما المرأة فالمعنى ، فأذا عملنا بهذا القول على السيد رئيس الوزراء الدكتور العبادي ان يتجاوز الفحولية في اختيار ناطق رسمي بإسم الحكومة الحالية ويختار ضد نوعي يكون بمثابة معادل موضوعي للفحولة ، عبر اختيار امرأة مدنية، واعية، وسطية ،تمتلك القدر الكافي من الوعي السياسي ،والمعرفة الاعلامية، والمهارات اللطيفة في التواصل، وبذلك نكون قد تجاوزنا الظهور القاسي للفحولة على شاشات التلفاز ونعطي مذاقا أخر للمتلقي بمحمولات مدنية ،وبالنتيجة تكون الحكومة قد بادرت في تفكيك العالم الذكوري واعادة صياغة خطابها الاعلامي والتسويقي والترويجي من خلال المرأة ،ففي مجالات الاعلام ، كثيرا مانسمع عن “رجال الاعلام ” و” رجال السياسة ” ولا نسمع عن ” نساء الاعلام ” ونساء السياسة”،وعلى الرغم من ان لغتنا العربية لوحظ فيها غلبة المذكر على المؤنث في التثنية في حال اجتماعهما فيقال” القمران ” للاشارة الى القمر (مذكر) والشمس (مؤنث) ، فما لاحظناه في ناطقية الحكومة الحالية وجود قمران؛ احدهما ليس بقمر ، والثاني قد انطفأ ، فعلى العبادي ان يختار امرأة ولتكن مسيحية (أن وجدت) تكون بمثابة قمر في فضاءات التصريح الاعلامي .