تشكيل غرفة عمليات لفيلق القدس في ديالى بأشراف قاسم سليماني

تشكيل غرفة عمليات لفيلق القدس في ديالى بأشراف قاسم سليماني

كشف النقاب في محافظة ديالى أقرب المحافظات العراقية الى العاصمة بغداد عن انشاء غرفة عمليات جديدة لفيلق قدس الايراني في مركز قضاء الخالص باشراف الجنرال قاسم سليماني ويقودها زعيم منظمة (بدر) النائب هادي العامري وتضم قائد شرطة ديالى الفريق جميل الشمري ورئيس مجلس المحافظة مثنى التميمي وقائمقام الخالص عدي الخدران ومعاون رئيس عصائب اهل الحق قاسم ابو زينب وعددا من قادة مجاميع (الحشد الشعبي) وثلاثة ضباط ايرانيين عرف منهم العميد مهدي خسروي.
ووفق معلومات حصلت عليها (العباسية نيوز) من مصادر مطلعة في مجلس محافظة ديالى فان زعيم منظمة بدر والنائب عن المحافظة هادي العامري طلب من المحافظ عامر المجمعي تقديم استقالته من منصبه بدلا من اقالته بعد ان قام الاخير باشعار رئيس الوزراء حيدر العبادي عن وجود غرفة عمليات لفيلق قدس الايراني في مركز قضاء الخالص يشرف عليها الجنرال قاسم سليماني الذي تزايد نشاطه في المحافظة مؤخرا وشوهد اكثر من مرة وهو يتنقل بين مناطق المحافظة آخرها زيارته لقاطع السعدية وجلولاء وحضوره مأدبة غداء تكريما له في ناحية ابي صيدا.
وحسب تلك المعلومات فان المحافظ المجمعي ابلغ كلا من نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري بتهديد العامري له، وان الثلاثة طلبوا منه البقاء في بغداد وعدم الدوام في مقره ببعقوبة الى حين لقائهم مع رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وبحث الامر معه.
وتشير المعلومات ايضا الى ان قائد قوات دجلة الفريق عبدالامير الزيدي المسؤولة عن حماية المحافظة تمنى على العبادي نقله من منصبه بعد تزايد ضغوط قيادات مجاميع الحشد الشعبي عليه، وان الاخير وعد بنقله الى قيادة عمليات بابل بديلا للفريق عثمان الغانمي الذي عين معاونا لرئيس اركان الجيش.
وافاد شهود عيان في الخالص لـ(العباسية نيوز) بان غرفة عمليات فيلق قدس الايراني قد افتتحت خلال الاسبوع الماضي غرفا عسكرية فرعية لها في ناحية (ابو صيدا) التابعة لقضاء المقدادية وتتولى عمليات تهجير سكان القضاء واغلبهم من السنة العرب اضافة الى غرفة اخرى في ناحية العظيم التي تفصل المحافظة عن محافظة صلاح الدين وغرفة عمليات ثالثة في ناحية المنصورية ومسؤوليتها تشمل مناطق حوض حمرين وقاطع ناحيتي السعدية وجلولاء.
 وتقدر المصادر العسكرية عدد العناصر المرتبطة بغرفة عمليات فيلق قدس الايراني في المحافظة باكثر من 30 الف مسلح ينتمون الى مليشيا بدر بقيادة هادي العامري وعصائب اهل الحق برئاسة قيس الخزعلي ومجاميع مسلحة من حزب الله وكتائب العباس وسرايا الزهراء وفصائل أهل البيت اضافة الى ثلاثة افواج شرطة نسبها قائد شرطة المحافظة جميل الشمري للعمل تحت امرة قيادات ما يسمى بـ(الحشد الشعبي).
وذكرت تلك المصادر ان غرف عمليات فيلق قدس الايراني في محافظة ديالى تعمل وفق خطة ممنهجة تقضي بعدم مشاركة وحدات الحشد الشعبي مع قوات الجيش والشرطة في مواجهاتها مع مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية لتفادي خسائر بشرية وتسليحية قد تتعرض لها، وانما تنحصر مهمتها بتسلم المناطق والبلدات والقرى وادارتها بعد تطهيرها من مقاتلي داعش ومن ثم حصارها ونسف بيوتها لمنع عودة سكانها الاصليين اليها وهو ما حصل في ناحيتي السعدية وجلولاء وقرى قورق والشيخ سليم وعمرة ونصر الدين شرقي المحافظة.
وتفرض قوات غرف عمليات فيلق قدس الايراني نظام حظر التجوال في المناطق (المحررة) وتبدأ حملة اعتقالات لسكانها ممن آثر البقاء فيها ولم يتمكن من مغادرتها وتوجه اليهم تهم التعاون مع داعش او عدم قتالها، واجبار عوائل المعتقلين على ترك بيوتها ومغادرة المنطقة خلال 24 ساعة يرافق ذلك هدم المساجد السنية والتكايا الدينية وهذا ما حدث في جميع القرى والقصبات الواقعة على الطريق الدولي البري بين قضائي المقدادية وخانقين حيث تم تفجير 6 مساجد ابرزها ابو حنيفة والنقشبندي وام سلمة والتواب وجامعي الفاروق وابن وقاص وتكايا الشيخ عبدالله وحجي نوري والملا زين الدين والسيد رحمن.
 وفي منطقة العظيم شمال غربي محافظة ديالى اصدرت غرفة عمليات فيلق قدس الايراني من مقرها في قضاء الخالص قرارا أذيع عبر مكبرات الصوت في المدينة بتوقيع عدي الخدران اعلن فيه : مصادرة جميع منازل المواطنين في قرى منطقة العظيم والغاء العقود الزراعية لاكثر من 12 ألف مزارع، وجاء في القرار ايضا حجز سيارات الحمل واللوري العائدة الى المواطنين بحجة استخدامها من قبل مسلحي الدولة الاسلامية رغم ان بعض هذه السيارات قديم جدا ومن طراز الخمسينات والستينات حرص اصحابها على الاعتناء بها لاعالة عوائلهم وذويهم.
 ويقول النائب عن محافظة ديالى رعد الدهلكي لـ(العباسية نيوز) ان ما يحدث في المحافظة ليس تطهيرا طائفيا فقط وانما تغيير ديمغرافي كامل ويؤكد ان ما تقوم به المليشيات يثبت ان مخططا جهنميا ينتظر المحافظة، فيما تطالب النائبة ناهدة الدايني بـ(تدويل) قضية المحافظة وطرحها على الامم المتحدة بعد ان عجزت الحكومة من ايجاد حلول منصفة لسكانها ، في حين يواجه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وهو من قضاء المقدادية احراجا شديدا أمام ناخبيه واغلبهم من عشيرة الجبور في المنصورية وحمرين حيث يجد نفسه مكتوف اليدين بعد ان تعرض اكثر من 3500 عائلة جبورية الى التهجير من مناطقها وقراها.
وتبدو ملامح مخطط فيلق قدس الايراني واضحة في مناطق شرقي محافظة ديالى وتتمثل في ابعاد الكتل البشرية السنية عن الحدود الايرانية وتفريغ المنطقة من سكانها الاصليين واحلال سكان شيعة فيها مستقبلا، وهناك حديث يدور علنا في المحافظة يفيد بان عوائل منتسبي الحشد الشيعي وهم بالالاف وكثير منهم من خارج المحافظة سيتم اسكانها في نواحي السعدية والمنصورية وجلولاء وقراها الممتدة من المقدادية الى خانقين بعد (تحرير) حوض حمرين الذي فشلت قوات الفرقة الخامسة التابعة لعمليات دجلة وافواج شرطة ديالى من تطهيره رغم الهجمات العسكرية والجوية اليومية عليه.
ويعترف رئيس مجلس محافظة ديالى مثنى التميمي الذي عينه في منصبه هادي العامري في العام الماضي بعد صفقة مع اربعة اعضاء من السنة العرب ابرزهم عامر المجمعي الذي اختير محافظا بدلا من عمر الحميري، وعمر الكروي الذي عين نائبا للتميمي، يعترف بان موقع محافظة ديالى يفرض عليها ان تكون شيعية باعتبارها تحاذي الجارة ايران خصوصا وان اغلب سكانها ســنة وعسكريون في الجيش السابق وجميعهم (بعثية) على حد وصفه!
وتبين الاحصائيات الحكومية ان المحافظة كانت تضم 450 ألف عسكري في الجيش والشرطة والاجهزة الامنية من أصل سكانها البالغ عددهم في احصاء 1987 اكثر من مليون و600 الف نسمة، غير ان هذه الاحصاءات تغفل عدد الشيعة الذين عملوا في القوات المسلحة سابقا والتقديرات تشير الى انهم لا يقلون عن 180 ألف عسكري اعيد اغلبهم الى الخدمة وابرزهم على غيدان قائد القوات البرية السابق.
محافظة ديالى مقبلة على كارثة لا شك في ذلك بعد ان استفحل فيها النفوذ الايراني وبات الجنرال قاسم سليماني الحاكم العام فيها يتصرف وفق ما تمليه عليه أجندة بلاده وسط تفرج الحكومة وعجز مجلس النواب .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة