الإنسان، ذلك المخلوق العجيب، عجيبةٌ هي تصرفاته مِثلُه، فمن خلال تصرفاته، الجميلة والقبيحة، يجعلك في حيرة من أمرك، هذا وأنت إنسان، فكيف هو من المخلوقات الأخرى!؟
لستُ بصددِ بحثٍ فلسفي، ولكن ما أثار عجبي وإستغرابي، هو ما يقوم به بعض الساسة والإعلاميين، في الآونة الأخيرة، من هجوم واسع النطاق، على إخوتنا المجاهدين من مقاتلي الحشد الشعبي، بل على كل تشكيل الحشد الشعبي!
وما زاد عجبي أن تقوم دولة مثل الأمارات العربية المتحدة، وتشاركها في ذلك قطعاً، جميع دول العهر العربية، لأنها ضمن مجلس التعاون الخليجي، بالتدخل في قضية الحشد الشعبي، فقد قامت هذه الدول بإدراج تشكيل الحشد الشعبي، ضمن قائمة المنظمات الإرهابية العالمية!
ولنا أن نسألهم: كيف ولماذا!؟
كنت كتبتُ مقالين أو ثلاث، حول قضية الشيخ النمر، وكنت موضوعياً جداً في مقالاتي الثلاث، ولم أتجاوز حدودي الإعلامية أبداً، ولكني فوجئت بردود كثيرة، قامت بشن هجمة على مقالاتي تلك، وعندما لم يجدوا ما يردون بهِ عليَّ، قالوا: إنهُ شأنٌ داخلي يخص السعودية، وليس لك الحق بالتدخل في ذلك!
أقول لهؤلاء ومن يقف وراءهم: لماذا لا تعيدوا كلامكم معي بالأمس، مع حكامكم اليوم!؟
أم سيقومون بقطع رؤوسكم كما البهائم!؟ فلستم بأحسن منها عندهم على أية حال
عندما قام قائد الشرطة في دبي، وقال: أن لا إرهاب في المنطقة، إلا الوجود الإمريكي في الخليج. وحينها غادر السفير الأمريكي قاعة المؤتمر، سكت شيوخكم، ولعلهم هموا بفصل قائد الشرطة، ثم ذهبوا يستميحون السفير الأمريكي العذر، ويطلبون منه العفو والغفران!
بالرغم من أن موقف دول الخليج يؤذينا كعراقيين، والذين ما زلنا نعاني الأمرين من سياساتهم الحمقاء، وشيوخهم العبيد، إلا أن أشد الطعنات إيلاماً، تلك التي تأتي من الظهر، فالخليج وحكامهُ، لاتهمهم سوى مصالحهم، ولكن ما بال من نحسبهم منا!؟
أهو إنبطاحهم أمام رغبات دول الخليج!؟
أم أن أصحاب الفخامة، أحسوا أن فشل خططهم يكمن في بقاء هذا التشكيل، العقائدي الذي لم يشاركهم فسادهم، ونزواتهم الشريرة!؟
أم لأن هذا التشكيل فضح عدم الحاجة للتدخل العسكري الأمريكي!؟ الذي ينتج عنه استنزاف لثروات البلد عن طريق الحرب.
فإلى المنبطحين جميعاً، فخامات ومعالي وسيادات وحضرات، وسائر ألقاب الجوق النابح على الحشد الشعبي، لن يكون كالسمك، مأكول مذموم، وإنما سيقف عظمةً في بلعومكم.