كان وقت إستيقاظها بعد صلاة الفجر حيث تقوم بإطعام المواشي وسقي الارض واعداد الطعام من اجل اخيها الوحيد احمد. قبل ذهابة الى المدرسة حيث ان زينب ذات الاربعة عشر عاما هي العصا التي تتأكى عليها امها في كل حياتها . لانها تقوم بكل مهام البيت وكذلك الحقل الصغير الذي تركه لهم والدها، الذي رحل عن الحياة وهي صغيرة جدا ولا تذكر سوى صدى صوته وهو يتمتم لها قبيل صباحات اليوم .عرفت زينب دور الام برعايتها لاخيها والسهر على خدمته وراحته وتقديم كل ما يسعده ولوعلى حساب راحتها ووقتها، حيث إنها تركت مقاعد الدراسة وهي لم تكمل المرحلة الابتدائية. التي لم تعد تذكر شيئا من دراستها، كانت اما لإخيها ترعاه غائبا وحاضرا وعونا لامها حانية الظهر ترتسم على وجهها طعنات السنين وهموم الحياة القاسية.كانت جدائل زينب ساحرة كأرض الجنوب عيونها كبسمات الشمس حين تشرق في شتاءات العراق الباردة لم تعلم زينب وهي الباسمة طيبة القلب. ماذا يخفي لها القدر لانها كانت بلا قدر لان حياتها لوحة واحدة تتكرر كل يوم بين اخيها وامها وحقلهم الصغير الذي يعانق نهر الفرات الذي تحدثت له زينب باحلامها وهمومها .كانت نقية القلب صادقة المشاعر هذا ما تحدث به جارتها ام كريم حيث تذكرها بدموع يملائها الدم لم ارى كوجهها ونقاء قلبها وصدق روحها. حتى رفيقات الدراسة كثيرا ما يعشقن زينب ببراءة الاطفال وعشقها للعبه( التوكي ) احدى وسائل الترفية عند اطفال الجنوب. اثناء دراستها البسيطة تحسر عليها من عرفها ومن لم يعرفها. لانه يبصر بعيون احبتها ومقربيها كم كانت زينب طيبة هادئة وذكية تواجهه قسوة الحياة ببسمات وقلب نقية. حيث هي الام والخادمة للاسرتها .لكن ما قدمتة زينب لم يستطيع ان يكون له اثرامام قسوة المجتمع وسلطة التدين الخادعه التي بررت رحيلها بعيون باردة. لم تكن تعلم ان يكون يوم السبت يوم مشؤوم بحياتها حيث ظهرت الشيخوخة مبكره على قسمات وجهها. ذات يوم اصابها الم شديد حتى استيقظ اخيها وامها على صرختها اسرعوا بنقلها الى اقرب عيادة .حيث قامت بلكشف عليها الطبيبه التي كانت جاحدة العينين قاسية القلب سليطة اللسان .كانت زينب بين الصحوة والغيبوية وهي تسمع امها تولول وصراخ يعلو من حولها وهي لاتدرك ماذا يجري .قامت الطبيبة بطردهم من العيادة .حملها احمد هوغاضب بين نظرة الناس وحبه لإخته اصبحت الدنيا سوداء بعينية كانت امة تبكي بكاء الثكلى .انطلقوا بها سريعا نحو البيت، زينب لم تعي ما الذي يجري بين بكاء الام وغضب الاخ وكلمة العار اكثر ما تررد بين كل كلماتهم لم يمهلها اخيها لحظات حتى تودع امها التي كانت بين عار الحياة وعار الموت وكانت ترى الحزن عميقا بعيون امها واخيها . لم تكن السكينة قاسية وموجعه بقدر قسوة رؤية وجه اخيها وهويغرسها بقلبها الذي طالما نبض حبا له لم تستطع وهي بانفاسها الاخيرة ان تعانق امها لانها كانت تشيح بنظرها عنها .عاد اليها ذلك الصوت الذي كانت تسمعه قبيل النوم صوت ابيها الخافت كناي يعزف رحيلا كانت اخر ما سمعته من امها انني لن اسامحك واغمضت عينيها .قام احمد بتسليم نفسة للشرطة حيث تم اخذ جثة زينب الى المشرحة وحين تم تشريحها كانت المفاجاة بان زينب لم تكن حامل وانما مصابة بمرض يؤدي بها الى حمل وهمي عكس ما قامت به الطبيبة المجرمة من تشخيص خاطى لحالة زينب . هنا توقف احمد مذهولا .لانه حتى حين غسل عار اخته كان موقنا بشرفها ونزاهتها لكن اين يشيح وجهه عن الناس وماذا يقول لهم سقطت الام مغشيا عليها ولم تنهض وحين تفيق تقول سامحيني يا زينب . لم تنتهي القصة بل تم التكتم على الامر من قبل الطبيبة التي كانت السبب بهذا الجريمة ودفع فصل لاحمد وامه وكأن زينب لم تكون سوى شاة اشتبه احد بقتلها وتم اغلاق القضية وعادت الطبيبه تمارس رذيلة الطب بأسم المال والقانون .وانتهت قصة زينب احدى عصافير الصباح اليتيمة .هي ليست قصة من الخيال هي حادثة تقع يوميا تحدث في كل مكان لكن ذكورية التدين وذكورية القانون تجعل من كل عملية غسل عار وانتحار لبنت وانحراف لاي انثى بانه جريمة تتحمل وزرة الانثى لا الرجل وهذا ما يجري امام الجميع وان لم اقل يوميا .وداعا زينب ايتها الانثى التي بفقدها فارقتنا عصافير الصباح وقاطعتنا خيرات الارض كأنك ذلك الخير الذي بفقدة تاه الحياة .
ومضة :
في مجتمعاتنا أشفق على الفتاة حين تسوء سمعتها .. فهي لا تستطيع تربية ‘ لحيتها ‘ لمحو تلك الصورة !!
علي شريعتي