18 ديسمبر، 2024 11:07 م

الرمايةُ خارج ميدان الرماية ..!!!

الرمايةُ خارج ميدان الرماية ..!!!

منْ اينَ نبتدئُ الحكاية .؟ اضاعوا علينا نقطة البداية , وفي الآفاقِ لا تبدو نهاية . والساسةُ منهمكون بمواكب الحماية , وموكب الحمايةِ لمْ يعد وسيلة وإنّما غاية , تُنَفِّسُ عن هواية .! إذن لنبدأ الحكاية من منتصف الحكاية : –
الغالبيةُ العظمى من سياسييّ الطبقة الحاكمة اليوم كانوا قد امضوا نحوَ ربع قرنٍ من الزمن او اقلّ او اكثر بكثير في بلاد الغرب او ايران ولمْ يعد بمقدورهم تذكّر واستذكار طبيعة الدولة العراقية والمجتمع العراقي عبرَ مختلف انظمة الحكم التي مرّت على العراق , وما نراهُ ونلمسه نحن جميعا من ظواهرٍ شاذّه وغريبة , فأنها ليست بجديرةٍ عندهم للإلتفاتِ اليها نحو جهة اليمين او جهة اليسار .! ولا حتى تُلفت انظارهم ..
الفترةُ الوحيدةُ عند المواطن العراقي التي يتخلّص فيها من عواملِ وعناصرِ القلق هي فترة الخلودِ الى النوم .! < وبأستثناء الأحلام المزعجة التي قد تعكس ما يشهده المواطن في النهار من فقدان الأمن والخشية من التعرّض لشظايا المفخخات ومشتقاتها ومفرداتها ومرورا بكاتم الصوت وانعطافا الى عمليات الخطف والخ .. الخ > , ولكنّ فترة الخلودِ الى النوم هذه غدت محكومةً بالأستيقاظ المفاجئ قبل بزوغ الفجر وقبل ان تستيقظ الدِيَكَه .! إذ غالبا ما يغدو هذا الأستيقاظ القسري في بعض ايام الأسبوع وثباته في ايام الجمعةِ ليكون استيقاظاً على ازيز الرصاصِ صلياً وبشكلٍ غزيرٍ ومتدفّق .! في الوهلةِ الأولى او في الثواني الأوائل يخال المواطنون انّ ازيز الرصاص المدوّي هذا هو اشتباكاتٌ بين مجاميعٍ مسلحة وبين القوات الحكومية , ولكن ما ان يجري التقاط الأنفاس , لنكتشف انّ وحداتٍ عسكرية تمارس التدريب على الرماية ! وما اسخف هذه الحكاية , فطوال عُمر الدولة العراقية كان التدريب على الرماية في مناطقٍ بعيدةٍ للغاية عن مركز العاصمة واطرافها وكذلك بعيدا عن مراكز المحافظات والمدن الأخرى , وهو ما يجري في كافة دول العالم , لكنه في عراق اليوم ليس افتقاد مراعاة مشاعر الناس وسلب راحتهم فحسب وانما انفقاد التفكير والألتفات لذلك , وكيف يضحى ويمسى الأهتمام بالمشاعر من قِبلِ مَنْ يفتقدون المشاعر من اولئك الساسة , اين نعيشُ نحنُ , هل في اروقةِ ثكنةٍ عسكرية ؟ أَمْ على السواترِ والخطوط الأمامية لجبهات القتال .. لا نقول هنا رفقاً بالأنسان , إذ كلمةُ ” الرفقِ ” صارت واسعة الأنتشار للرفق بالحيوان ..