18 ديسمبر، 2024 11:28 م

الى القائد العام ..الجيش الخالي من المبادىء والمهنية هو ميليشيا

الى القائد العام ..الجيش الخالي من المبادىء والمهنية هو ميليشيا

بغض النظر عن كثير من الإيجابيات ،وعن وجود كثير من العسكريين الجيدين ،ألا أن طبيعة الجيش العراقي الحالي يفتقر إلى الكثير من التوصيف الاحترافي والأخلاقي (تتفشى فيه كل أنواع الانحراف المهني كالأفتقار إلى روح الجندية والشرف العسكري والمهارة الحرفية علاوة على ممارسة الفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي وممارسة أنواع من الجرائم من الأعتقالات غير القانونية قصد الأبتزاز المالي أو للأرهاب السياسي أو  الطائفي تصل أحيانا إلى ممارسة القتل) ، ويفتقر الجيش العراقي الحالي إلى مقومات النجاح ولو للحد المهني المعقول،وأخطر ما تتصف به قواته ( إنها قوات بعيدة عن التوصيف المهني ،فهي قوات في معظمها غير محترفة وغير موحدة  بل تعتبر قوات مراكز قوى متصارعة من أجل مصالح محدودة وذاتية وحزبية ،ويساهم عدد مهم منها في ممارسة الإرهاب ومنها ما يندرج ضمن توصيف إرهاب الدولة)،ومن ناحية وصف القدرة القتالية فتوصف (إنها قوات ضعيفة تفتقر إلى منظومات القيادة والسيطرة ،والخبرة في التخطيط والتنفيذ ،وإلى سياقات العمل الفنية والتدريبية والقتالية ،وإلى الحنكة والثقة بالنفس أو ثقة الشعب بها،وتفتقر كذلك إلى الخبرات الإدارية والبنى التحتية على المستويات كافة والأخطر إنها لا تملك قوة جوية فاعلة ولا منظومات الدفاع الجوي في ظل قوة تعدادها  اكثر  من 800 الف عنصر تقريبا.

ومن غير المعقول وخلافا لمنظومة وضوابط معظم جيوش العالم  لايجوز بقاء القادة والامرين بمناصبهم اكثر من (4) سنوات . في حين ان معظم قادة الجيش  الحالي تجاوزوا هذه المدة  ولازالوا  بسبب الفساد والانتماءات السياسية  او درجات القرابة ، وان ما حدث من تغييرات بسيطة  بصفوف الجيش العراقي من قبل  القائد العام  هو أمر طبيعي وخطوة صحيحة باتجاه الاصلاح  ونأمل المزيد ، خاصة بعد نكسة  تسليم المدن  والقصبات العراقية لداعش  الارهابي وليس سقوطها  ،و قادة العملية السياسية يتحملون  ايضا ما حصل من تدهور في  المؤسسة العسكرية ، ومع الاسف الشديد  لازال بلدنا العزيز  يشكو من أزمة انتماء وطني في ظل المنسوب العالي للانتماءات الضيقة بين أكراد وسنة وشيعة وغيرهم.

ولوجود اجندة سياسية  تحكم تأهيل وتدريب وتسليح الجيش العراقي  سيبقى الجيش الحالي  عبارة عن ( شرطة كما هو واقع الحال) ليس له مهمة وطنية  بل خاضع لمشاريع خارجية بفعل الارادة السياسية  او ما يسمى ( العملية السياسية ) فالاكراد  وخصوصا  الكوادر المتقدمة  في الحزبيين الكرديين  لايرغبون بتدريب وتسليح الجيش العراقي بمستوى الطموح  وقد صرح بذلك اكثر  من مرة  كل من مسعود البرزاني ونواب التحالف الكردستاني  علنا ، بل رئيس اركان الجيش بابكر زيباري  قال في تصريح سابق  له   ( لانزال نخشى من تسليح الجيش العراقي لانه يشكل تهديد علينا وهو رئيس اركانه ).  ناهيك عن  صناع القرار في قيادة الجيش من دورات الدمج والتحزب والية العمل  الطائفي فيه من حيث  الترقية  واشغال المناصب وتوزيعها من مستوى عمليات حتى فوج داخل .

 كل هذه العوامل وغيرها  اذا لم تغادر  ويبتعد الجيش عنها سيبقى الجيش عبارة عن (مركز شرطة )  وتبقى الحاجة مستمرة الى “خبراء”  القوات الامريكية  والتحالف الدولي  مع فقدان بوصلة التوازن الوطني في المؤسسة العسكرية ،كما ان  الامريكان ايضا لاتوجد عندهم النية الصادقة  لتطوير الجيش بفعل الاسباب ومسببات مشروعهم  في العراق والمنطقة  ، اضافة الى هشاشة القرار الوطني العراقي لان الدولة العراقية  تعتبر لحد الان غير قوية بالمعايير الدولية  والمفهوم السياسي الحقيقي اي  ليس لها القدرة على التأثير في سلوك الدول الاخرى  بما يخدم مصالح العراق العليا  والامثلة كثيرة على ذلك  ، ومن فرشة الخلاصة هذه  نقول نعم لا زلنا بحاجة ماسة الى  اعادة تأهيل واصلاح الجيش العراقي  وفق رؤيا وطنية عقائدية  المهام والتسليح والتدريب والدفاع والعمل بمنظومة ضوابط  عالية المهنية  واعتقد منظومة الجيش السابق ليست ببعيدة، وحمى الله العراق.