23 ديسمبر، 2024 8:49 م

الفشل مع سبق الاصرار هو العنوان لمشاركة منتخبنا في خليجي 22

الفشل مع سبق الاصرار هو العنوان لمشاركة منتخبنا في خليجي 22

اخفق المنتخب الوطني العراقي في التأهل الى الدور الثاني في بطولة كاس الخليج في نسختها ال 22 المقامة حاليا في السعودية بمشاركة ثمانية فرق عربية , وقد جاء هذا الاخفاق بعد خسارة العراق امام الكويت والامارات والتعادل مع عمان وبذلك حصل المنتخب على نقطة واحدة فقط في حين حصلت اليمن على نقطتين , ومما يؤسف عليه ان المنتخب العراقي اصبح في ذيل قائمة ترتيب الفرق المشاركة رغم انه يعد المؤسس لكرة القدم الخليجية بعد مشاركته في هذه البطولة بالذات , فباعتراف جميع الفرق المشاركة ان المستوى الذي اظهره منتخبنا في مشاركته الاولى قد حفز دول الخليج للاهتمام بكرة القدم من حيث الموارد البشرية والبنى التحتية .

ويعلم الجميع بان نتائج المنتخبات الوطنية ليست مسألة رياضية فحسب لان لها عناوين اخرى , لذلك فان متابعة مشاركات منتخباتنا الوطنية تحظى باهتمام شعبي من قبل الجميع باعتبار ان ما يتحقق فيها منجزا وطنيا يتم التفاخر به , ويتذكر العراقيون جميعا عندما حقق المنتخب العراقي بطولة آسيا 2007 فقد استمرت الاحتفالات والافراح لأيام عديدة داخل وخارج العراق , رغم ما كان يشهده البلد من احداث (طائفية ) دامية اضطرت اكثر من ستة ملايين عراقي للهجرة خارج البلاد , وفي وقتها قال الجميع بان الرياضة هي من وحدت العراقيين بعد ان عجز عن ذلك السياسيين , والحق يقال ان الدولة لم تقصر بحق الرياضة من ذلك الوقت لتعزيز انتصارات المنتخبات في جميع المشاركات .

وكما يتذكر العراقيون ايضا فان اي فشل في النتائج للمنتخب في مشاركاته الداخلية والخارجية قبل 2003 , كانت تجير ضد ( عدي ) باعتباره المتحكم بأمور الرياضة الى جانب تحكمه بأمور اخرى , ولكننا في هذا الوقت لم نشهد تحكما في الرياضة فشانها وشؤونها منوطة بوزارة الرياضة والشباب واللجنة الأولمبية والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم , والجهات التي ذكرناها تتمتع بالسخاء والكرم من خلال الدعم والتمويل الحكومي او مصادر تمويلها الذاتي والجهات الراعية , وقد سمح لها بالتعاقد مع خيرة المدربين العالميين امثال زيكو البرازيلي الذي تمت اقالته خارج اي تدخل شخصي او سياسي وانما بإرادة اتحاد الكرة , وما نرمي الوصول اليه ان رياضتنا تتمتع بدرجة طيبة من الاستقلالية واختيارات قياداتها تتم في الانتخابات .

وفي ظل الظروف التي اشرنا اليها كان من المفترض ان يحقق منتخبنا أعلى النتائج لا سيما في المحافل الاقليمية والدولية , رغم علم الجميع بوجود حظر دولي على اقامة البطولات وهي حالة ليست جديدة وانما متوارثة منذ ربع قرن وفي ظل وجودها تحققت العديد من النتائج الباهرة , وصحيح ان كرة القدم مثل المعارك فيها الكر والفر ولكن الوصول الى ما وصلنا اليه في خليجي 22 لا يمكن السكوت عنه قط , وهذا ليس تدخلا في شؤون الرياضة وانما لغرض كشف الاخطاء لضمان عدم تكرارها , ومن ابرز الاخطاء ان المدرب والاتحاد قد امضوا وقتا طويلا في التفاوض على توقيع عقد المدرب حكيم شاكر حيث تم قبل البطولة بأيام , وعرضوا مشاركتهم الخليجية الى العديد من المخاطرات .

وقبل البطولة لم يخوض المنتخب اية مباراة تجريبية وكل ما فعلوه هو دخول معسكر تدريبي في ملعب البصرة لأغراض استعراضية , رغم اشراك لاعبين يشاركون في المنتخب للمرة الاولى امثال ياسر قاسم وجيستين عزيز , ومن الغريب ان تشكيلة الفريق ضمت علي عدنان وياسر قاسم رغم علم الجميع ان فرقهم لم تسمح لهم غير اللعب لمباراتين فقط ليعودوا اليها عند انتهائهما , وكان من الخطأ عدم اصطحاب يونس محمود لا بهدف اللعب لكونه مصاب ولكن لإضافة الجانب المعنوي للمنتخب اذ ان لحضوره تأثير ايجابي , اما الاخطاء الفنية التي رافقت المباريات الثلاثة من حيث التشكيلة والتبديلات واسلوب اللعب , فسوف لا نتحدث عنها لكي لا يفسر تدخلنا بأمور فنية .

لقد كان الشارع العراقي ينتظر فرحة الفوز لكي تعوض عنهم احزانهم , وكلنا ثقة لو ان المنتخب قد حقق اللقب في هذه البطولة لعمت الفرحة مخيمات النازحين رغم معاناتهم وآلامهم الكبيرة كما ان هذا الفوز من شانه ان يثلج صدور المقاتلين في الجبهات , وفي الخسارة امس مع منتخب الامارات اعتلى الحزن في الملايين من صدور العراقيين , وبعضهم قال ماذا تبقى لنا اذا اصبح منتخب اليمن افضل حالا من ( أسود

الرافدين ) , لا نريد ان نحشد رأيا ضد ابنائنا في المنتخب ولكن هذه الهزيمة التي لا يوجد ما يبررها يجب ان تكون لها العديد من الوقفات للمراجعة والتقويم , بما يضمن الاستفادة من اخطائها في المشاركات القادمة سيما وان للمنتخب مشاركة في نهائيات اسيا في استراليا مطلع العام المقبل , فهي ليست خسارة بطعم الفوز ولكنها تبدو خسارة بسبق الاصرار على الخطأ .

ونعتقد ان ما نحتاج اليه هي قيادة جماعية للفريق وعدم التفرد بالقرارات , فمن حق المدرب ان يتخذ قراراته كيفما يشاء ولكن ذلك يمكن ان يتم بعد التشاور بقراراته من قبل لجنة فنية تشكل من المختصين الاكاديميين واصحاب الخبرات , وقد يقول البعض ان ذلك ليس عرفا في المنتخبات العالمية ولهم نقول انه منهجا سائدا حتى في ظل وجود المدربين العالميين الفعليين , فكرة القدم اصبحت علما تختلط معه مختلف العلوم والمدرب قد يكون متخذا للقرار ولكن هناك صناع للقرارات , نتمنى ان يعيد اتحاد الكرة حساباته وان يراجع ما حصل من باب الحرص والحس الوطني , كما نتمنى ان لا تتكرر هكذا اخطاء لان ما ينفق على المنتخب والاتحاد وغيرها من المؤسسات الرياضية هي من اموال الشعب , ويجب عدم هدرها من خلال نتائج اقل ما نقول انها محبطة ولا تتناسب ومكانة العراق الرياضية وبالذات في كرة القدم خليجيا , كما نعتقد ضرورة وجود تحقيق رسمي لما حصل لتحديد الاسباب والتقصير .