يمر العراق بمرحلة “التغير وتصحيح القرار وتصويب الاجراء”….برغم ان الطريق ليس مفروشا بالورود في ظل أزمة اقتصادية وسياسية واجتماعية في عراق هش البنيان ……………ولكن مسافة الالف ميل تبدأ بخطوة…….!
كان رأس ماله الكبير هو حظه الكبير مضافا الى ما يتمتع به من ذكاء وكفاءة…..فهناك غيره كثيرون لا يقل نصيبهم عنه من الكفاءة والذكاء ومع ذلك لم يظفروا بما ظفر به من شهرة ومكانة وصيت خلال فترة وجيزة .
وقد يسأل سائل كيف تسنى ان يحالفه الحظ ويخيب مع آخرين…؟ والجواب قد يصح في هذا : حظه في هذه الشخصية التي وهبها الخالق اليه فعرف الرجل كيف يصقلها ويشذبها ويقويها حتى امتازت بطابعها الخاص المعروف, ثم بدأ يستغل هذه الشخصية بعد ما اجتمع له من الخبرة والكفاءة مبلغا اهله ان ينافس بها انداده من رجال السياسة السابقين وكرسي الثمان سنوات والتشرذم السياسي والتفكيك الاجتماعي والمجتمعي وتعالي صوت الطائفية والعلاقة السيئة مع دول الجوار والتقاطع مع الكرد وتهميش السنة ,الى مجموعات ازمات كثيرة وكثيرة في الفساد والرشى وضياع وهدر ثروات البلد واحتلال ثلث اجزاء العراق وتخاذل وهزيمة بعض القادة العسكرين ومجزرة سبايكر سيئة الصيت …الخ وقد تطول قائمة السلبيات والكل على اطلاع بذلك.
وبعد ماظفر السيد العبادي بهذا المركز المرموق ,وقد يكون سيسي العراق المنقذ ورجل التغير في هذه المرحلة الصعبة, لم تتقاعس له همة ولم يفتر منه نشاط سواء كان ذلك في المجال السياسي او الاقتصادي او غيره, وفي مشروع المصالحة الشامل والعلاقات الخارجية والاقليمية على حد سواء….فهو دائب السعي لتجديد مقومات شخصيته وبعث روح الحياة فيها.
وانك لتكاد تتلمس مظاهر شخصية في ابتسامته الوضيئة المترفة ولمعان عينيه البراقتين وخطواته المتزنة الثابتة ونبرات صوته المليء العميق.
فهو من بين رجال السياسة الذين وهبهم الله شخصية فذة فعرف كيف يصقلها ويستغلها على وجه لم يضاهه فيه احد.
والعبادي كان في واجهة التغير ضمن تحالفه الوطني كمرحلة اولى رغم قصر المدة التي لا تتجاوز شهور قليلة بمقارنة الثمان سنوات التي زادت تراجعا في اغلب مفاصل الحياة الاقتصادية والخدمية وفشل ذريعا في جميع الملفات الامنية حيث لم يشهد تقدما وسلاما…وتسبب بسقوط العملية السياسية برمتها لادارة دفة العراق المشلولة.
تسنم السيد العبادي اكبر منصب في الدولة العراقية وهو رئاسة الوزراء,وكان في جميع ادواره في اللقاءات والمؤتمرات الصحفية وفي زياراته الميدانية و في جميع ادواره …..ذلك الرجل الاداري الحازم اللبق الأريب…!
يتحاشى ان يرتبط بالحزبية الضيقة ضمن اطار حزبه “حزب الدعوة “الذي ينتمي اليه ومع ذلك فقد عرف كيف يفلت من الازمات العصيبة التي كانت تنصب على رؤوس غيره كما تنصب مياه الشلال.
وكاد يتخطى جميع الموانع والعقبات التي لا مناص من تعثر الرجل السياسي بها لولا طموحه الذي لا يقف عند حد…!
وعلى السيد العبادي اذا اراد الاستمرار بنجاحاته ان يهتم باولوياته الى المصالحة ثم المصالحة ثم المصالحة…لان الصلح سيد الاحكام وهذا منهاج رسول الله “ص” في نجاحه بنشر الدعوة الاسلامية (اذهبوا انتم الطلقاء…وعفى الله عما سلف ) ,لان الجيش والامن والعمليات العسكرية لا تبني العراق وتعيد امنه من غير مصالحة حقيقية وطي صفحة الماضي .
واذا زل السياسي يوما في حق وطنه وفرط بمصلحة بلاده, وابدى ندمه وراح يسعى الى تغطية الماضي بخدمة بلاده خدمة امينة صادقة.قد يغفر له الوطن…ولكن سوف يظل الناس يرقبونه بحذر………………….!