24 ديسمبر، 2024 4:35 ص

المالكي قد يفوز بجائزة أنشط نائب رئيس جمهوريّة دوليّاً

المالكي قد يفوز بجائزة أنشط نائب رئيس جمهوريّة دوليّاً

في عالم الجوائز الّذي نعيشه إقليميّاً ودوليّاً وازدياد أعدادها يوماً بعد يوم بعد ازدياد عدد الدول والمؤسّسات  المانحة لتلك الجوائز بعد أن كانت مقتصرة على جائزة نوبل أو مهرجان كان الدولي أو غيرهما عن زمن القطبين الدوليين لكن اختلفت معها  المعايير الّتي تمنح وفقها الجوائز حيث بات كلّ شيء متوقّع فمن تضنّه لا أهميّة له اليوم وفق مقاييس معيّنة قد تجد آخرون يعني لهم وفق معاييرهم هم , فالّذي حرق مؤلّفات الفيلسوف العربي ابن رشد بالأمس مثلاً , تراه اليوم يُمنح جائزة ابن رشد ذاته .. ففي وضع شائك ومعقّد كوضع العراق بات من النادر ظهور حالة نادرة فيه تستحقّ جائزة حتّى ولو كانت بحجم “غينس” , أو يظهر على ساحته السياسيّة مسؤول يلفت الأنظار محلّيّاً أو دوليّاً ولا يعتمد على دول الجوار أو الأبعد في الرضى عن نشاطه , لكن شاءت الظروف أن تظهر مثل هذه الحالة مشخّصةً بنشاط سياسي متميّز أبداه النائب الأوّل لرئيس الجمهوريّة نوري المالكي بغضّ النظر عنتوجّهات النشاط , المهم نشط أحد أعضاء حكومتنا نشاطاً ملفتاً .. الحمد لله فالرجل لم يَركن للهدوء أو الانتعاش بلقب نائب الرئيس أو يكتفي , بل عزم منذ اليوم الأوّل لجلوسه على مقعد منصبه أن يُملي المقعد بجدارة , فعناصر إنجاح المسؤوليّة تُخلق ولا تُعطى , وقد فهما واستوعبها السيّد المالكي جيّداً , “لأنّ السياسي كالمخترع أو كالفنّان التشكيلي كلاهما يضنع الحياة”, فقد يجد أحدنا في طريقه مثلاً حجر وتراب وقطع معدنيّة وبعض خليط من أشياء  متناثرة هنا وهناك لكن دون أن تلفت انتباهنا بعكس من تثيره هذه الموجودات للمخترع مثلاً أو للفنّان .. كذلك فقد لوحظ نشاط سياسي غير اعتيادي من قبيل هذا النوع للمالكي الّذي بدا يُحسن التعامل مع مفردات صلاحيّات موقعه الوظيفي ويطوّرها وينمّي حجمها فاستحدث من صلاحيّاته المحدّدة صلاحيّات جديدة بات يحسده عليها رئيس وزرائنا السيّد العبادي نفسه ولربّما رئيس الجمهوريّة أيضاً , فالنتائج على الأرض تفصح عن ذلك فالنشاط المتواصل أثناء دوامه الرسمي ونشاطه بعد الدوام أو وراء الكواليس أنتجت مبتكرات سياسيّة صالحة للنشاط السياسي بأنواعه .. هو هكذا القائد السياسي الناجح بمكوّنات بسيطة لمنصبه أو لمركزه القيادي أنشأ منها مكوّنات لنشاطات عدّة بما بدا وكأنّ السيّد المالكي لا زال رئيساً لوزراء العراق ورئيساً للجمهوريّة في آن واحد انعكس ذلك مثلاً على الانتصارات العسكريّة للحشد الشعبي والميليشيّات حتّى أنّها قد تقدّمت على منجزات الجيش العراقي نفسه وقد بارك المرجع الأعلى السيّد علي السيستاني نفسه هذه المنجزات مع توصية بعدم قطع شجرة ولا قتل امرأة أو شيخ وعدم قطع الرؤوس وعدم إيذاء النفس بعمليّات انتحاريّة وحفظ أموال الناس في أماكنها أثناء البحث عن المجرمين وعن الممنوعات من أسلحة وغيرها وأوصى بعدم تسويغ سرقة الأموال بحجج مختلفة والاقلال من التباهي أمام عدسات التصوير بحمل السلاح وخاصّةً أفراد الحشد وانتباههم لخلفيّة مشهد الصورة “الباك راوند” أن يظهر فيها أحد الحلفاء بالصدفة وكذلك التصوير الحربي بمعقوليّة مخافة أن ينطبق علينا بيت الشعر الشعبي العراقي : “ولنّه الموز بنصّ موضعنه” ..