لا ننفك نصدم يوميا بالفشل المتجذر لدى وزير خارجية العراق السيد ابرهيم الجعفري، وقد بينا في مقالة سابقة وبعد ان حسبنا ما نشره موقع وزارة الخارجية العراقية وموقع ابراهيم الجعفري الشخصي بانه مقابلاته مع وزراء الخارجية في اجتماعات الجمعية العامة لم تتجاوز (19) في حين ان ادعى وكرر ان عدد وزراء الخارجية الذين قابلهم زاد عن (40) وزير خارجية، مع الاسف الشديد بينا ان الرجل ببساطة يكذب.
والمشكلة الان تظهر في عمل السيد الجعفري اليومي هو انه لا يعيش في الواقع، فهو هائم في ملكوت الفلسلفة الارسطوطالسية يتكلم في انجازاته الفذة في حين ان الواقع شيء اخر بالمطلق، شيء وصفه الوحيد فشل مكعب، يعني فشل X فشلX فشل.
كانوا وكنا نقول ان سياسة الوزير زيباري فيها بعض القصور، وكان زيباري يرد بانه يبذل ما في وسعه وان حالات الخلل مردها تشتت الموقف العراقي الداخلي فالمالكي يصرح ويعقد الامور واركان دولة القانون كذلك، وبالتالي فالوزير زيباري كان يداوي يوميا الجروح التي يسببها المالكي للسياسة الخارجية العراقية، ورغم ذلك فان الاكيد ان وزير الخارجية السابق السيد زيباري نجح الى حد بعيد في كسر الطوق العربي وتأسيس علاقات عربية ودولية مع العراق، وانا هنا لا اريد ان اخوض في سرد منجزات السيد زيباري لانها ليست موضوعنا، ولكن اشرنا لها للقياس مع اخفاقات السيد الجعفري المذلة. فالسيد الجعفري الان يزاول مهمته في ظل رئيس وزراء متفهم وتسامحي ومحترف وليس في ظل (عجرفة المالكي) ومع هذا وفي احدى خطب السيد الجعفري العصماء يقول ان الدبلوماسية العراقية قبل توليه وزارة الخارجية كانت (تتهجى) للوصول الى علاقات وثيقة مع الدول العربية وانه استطاع بما معناه ان يحقق قفزة نوعية في توثيق علاقات العراق العربية والدولية. لنرى حقيقة هذا التصريح في ضوء الواقع العملي، صرح عضو مجلش شورى سعودي بان الجعفري طائفي (حتى النخاع)، وبينما كان السيد الجعفري قبل ايام قليلة في الامارات لحضور ندوه دولية اصدرت الامارات في حضورة (قائمة بالمنظمات الارهابية الدولية) ومن ضمن هذه القائمة (منظمة بدر،حزب الله العراقي، عصائب اهل الحق العراقية) وهي كلها تنظيمات عراقية شيعية 100% وقسما منها تشارك القوات المسلحة العراقية في قتال تنظيم (داعش)الارهابين رئيس التحالف الوطني الشيعي ووزير خارجية العراق في الامارات حاضراً ومبتسماً ويلقي خطبه العصماء وبعباراته ومصطلحاته الفلسفية والتي لا يفهمها الا الراسخون في العلم، وبكلامه عن عظيم انجازاته البطويلة في توثيق العلاقات مع الدول العربية والاجنبية، نرى النتائج مبهرة امامنا، الامارات تصنف المنظمات الشيعية العراقية كمنظمات ارهابية، وللعلم فان الامارات بالتاكيد اخذت موافقة امريكية بطريقة او باخرى قبل اصدارها هذه القائمة، والعلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية تجلت بمعانيها السامية التي يصفها وزير خارجيتنا الجعفري فصرح الجنرال ديسمبي بعد زيارته بغداد قبل حوالي يومين صرح بان القادة العراقيين فشلوا في تجاوز خلافاتهم. وغير بعيدا عن هذا تقارير المنظمات الانسانية الدولية التي اتهمت (الحشد الشعبي)بارتكاب جرائم ضد (السنة)، وطبعا نحن ندين اية جرائم ان وجدت، ولكن حتى ان وجدت فيجب ان يتابع مرتكبيها ان يعمم الوصف على (الحشد الشعبي).
اذن خارجية الجعفري اليوم فشلت عربيا (وموضوع السفارة السعودية وفتحها او عدم فتحها هذا بضغط امريكي صرف) ولا علاقة للجعفري او وزارته بها. وفشلت دوليا من خلال الانتقادات التي وجهتها امريكا وبعض الدول الاخرى ومنها فرنسا ورئيسها الذي اتهمت الجيش العراقي بعدم الكفاءه (رغم الترقيعات اللاحقة للخارجية الفرنسية). وفشلت على مستوى المنظمات الدولية الانسانية والتي تصدر التقرير تلو التقرير ضد العراق.
ولكن اهم انجاز حالي لوزير خارجية العراق السيد الجعفري هو وصم المنظمات الشيعية بالارهاب من قبل الامارات اثناء تواجده الشخصي في الامارات.
كلمات وخطب السيد الجعفري اتضح في النهاية انها كلمات جوفاء وخطب افلاطونية لا معنى لها، بمدة قصيرة النجاح الوحيد الذي اثبته الجعفري ان اختياره كوزير للخارجية بدلا من زيباري كان خيارا خاطئا بالمطلق، فالرجل فاشل في السياسة الخارجية، وهذا ليس عيبا فلكل شخص مؤهلاته ولكن العيب ان تضع الشخص الغير مناسب في المناصب التي من المفروض ان يتولاها الاكفاء، ونحن لا نشكك بنضال وتاريخ السيد الجعفري، ولكن النضال والتاريخ شيء والكفاءة التخصصية شيئا اخر.
شخصيا اتمنى من السيد الجعفري ان يدرك انه في المكان غير المناسب ويترك المنصب طواعيا لمن يمكن ان يداوي الجروح التي سببتها سياسته، ولكن في ضوء ما نراه من تكالب على المناصب في العراق، اشك في ان هذا سيحصل. وبالتالي دعوتنا الثانية له ان يكف عن سياسة ابتلاع الهواء واخراج الكلام الخيالي، لان الواقع نراه بأُم أعيُننا، والواقع انه فاشل، فما حققه لحد الان هو وزير خارجية العراق ببساطة هو(صفر كبير). وما نرجوه ان يكف عن خطبه العصماء التي تصف انجازاته الوهمية ويركز على الواقع المر كيف يتجاوز فشله المتجذر ان استطاع الى ذلك سبيلا.