أدرك معظم العراقيون في وقت متأخر، أنهم لا يواجهون الرصاص والسكاكين فقط، وحرب الإعلام أمضى وأشد وطأة، تقودها مؤسسات دعائية وإشاعات لتهويل الحقائق وزرع الفرقة وإثارة الرعب، يحركها الإرهاب والساسة الأغبياء الخونة، لتمزيق الصفوف حتى يدخل العدو بدون سواتر دفاعية؟!
المحسوبون على السياسة، دورهم زج الشارع بالخلافات، وإطلاق الإتهامات جزافاً لتحقيق مأربهم؟!
سنوات ورحى إدارة الدولة وألسنتها الباشطة، تدور عكس عقارب الساعة، وتطحن الأخضر واليابس، وإستمكنت من وسائل الإعلام التي تتحرك بلا قيود ولا منهجية، لنفث السموم في جسد عليل، وجر الشارع الى التفاعل السلبي، بعد شعوره بخطر التدهور الأمني والإقتصادي والخدمي، ولا ورقة يستخدمها الفاشلون سوى الطائفية، وراية الوطنية فوق مكامن الفساد، وديمومة خداع المواطن، بوعود لا أرضية لواقعها، تشبه سندات سكن لا مكان لها على خارطة العراق؟!
بكاء بدموع تماسيح ولين بجلد أفعى، على محافظات أهلكها الفقر والتخلف، وأموالها تُعاد الى خزائن حيتان تبتلعها، وأبناءها يجوبون التقاطعات بحثاً عن لقمة، عيش وإنتظار المفخخات الجوالة، وحروب ناتجة من سوء التخطيط والتخبط؟! وجهل إدارة الموارد؟!
يفرح الدواعش بالتباكي الطائفي والتأمر والخيانة، والألسنة الطويلة التي لا تجيد الخطاب الوطني، وتبكي على البصرة التي يعيش عليها كل العراق، وتحرم من قانون البترودولار؟! والأنين على محافظات الجنوب التي تعطي 95% من صادرات النفط، ولم تحرم صلاحية إدارة مواردها؟!
ما أبرم مؤخراً من إتفاق بين وزير النفط وحكومة كردستان، نتج منه عودة العلاقات وتحريك المياه الراكدة، وتبادل الثقة بين الطرفين، وضمانة للمحافظات المنتجة للنفط من إستعادة حقوقها، حسب الدستور في أدارة الموارد، وإعطاء المتنبقي للحكومة المركزية، والتصدير عن طريق شركة سومو، وهذا ما يرتب على الإقليم دفع 150 ألف برميل يومياً، وتُعطي الحكومة المركزية الرواتب المتأخر التي تساوي 500 مليون.
هنالك أصوات خسرت كل شيء، من سلطة وخطاب طائفي، يغيضها أن ترى أبطال الحشد الشعبي يتوجهون لإغاثة الأنبار وترحيب عشائرها؟! وتقدم البيشمركة في القاطع الشمالي للتلاحم مع الجيش العراقي، حتى وصفت الإتفاق مع كردستان بالنكبة، وتوسيع علاقات العراق مع محيطه الأقليمي بالمضيعة للوقت، رغم دعم المرجعية الدينية، وإبتهاج الشارع بهذه التوجهات والتحركات؟!
أصوات نشار متشنجة، تعمل على إدامة فوضى الإقتتال ونهب الثروات، حتى تفتح مكاتبها للنصب والإحتيال والمصير المجهول؟! وتوظيف الآلاف قبل الإنتخابات الى سبايكر؟!
بعضهم أخطر من داعش، لا يروق له إعطاء الجنوب حصتها من النفط، ولا عودة العلاقة مع كردستان، ولا تلاحم أبناء المحافظات الغربية مع الجنوب؟! يغيض ساسة الصدفة وداعش أي تقارب عراقي، لأن توحيد الخطاب، يطيح بمؤسسات الفساد والإرهاب الجاثمة على الأجساد، وكفاكم تصريحات غير مسؤولة، فإنكم دواعش بلباس شيعي؟! وننتظر من الحكومة إصلاح ما تبقى، ولا يهمنا ردود أفعال المتخاذلين والنفعيين والإنتهازيين وشذاذ الآفاق.