إنّ نوري المالكي هو المشروع الذي قام عليه الحراك السني, لإنه أتصف بحماقاته, وعندما يكون عدوك أحمق سيتحقق لك ماتريد. حماقة المالكي جعلت الشيعة يثورون عليه بعد أن إستشعروا خطر المارد السني الذي أفاق على صراخات المالكي.
لا يجب أن نختزل الشيعة بالفئة التي تعادينا جهارنا, أو التي تعلن عن ضرورة تواجد شيعي قوي مثل المالكي, بل مراجعهم وساستهم الذي يؤسسون لشيء آخر, يختلف عن ماهو معلن. الحسنات التي قدمها لنا المالكي كثيرة, أهمها أنه قام بتوحيد الخطاب السني والقوى السنية بمشروع واضح والجميع يتفق عليه تقريباً. والأهم من هذا, هو كسر الحلف الغادر بين الشيعة والأكراد, فمن المعروف في عهد المالكي تراجعت علاقتهم وهذا التراجع حقق قوة سنية ناتجة عن تقارب بين السنة والكورد وبقاء الشيعة وحدهم.
طالما حذرنا في حضورنا الإجتماعات والندوات ومنصات الإعتصام, حذرنا من صعود فريق شيعي آخر, يمتهن العمل السياسي الإحترافي ومن التجربة, لم نكن نرى غير هؤلاء الذين يدعون للتعايش والوحدة وغيرها من المفردات التي لم يعد خداعها ينطلي علينا.
عمار الحكيم وعادل عبد المهدي, أخطر الشيعة في العراق وهم أول من أكتشف كيفية تفريقنا وبناء قوتهم, لذلك نجد أن قوة النجف وثقل مراجعهم يدعم هذا الفريق الشيعي المتعصب.
لقد حصل بالأمس ما كنا نحذر منه ونخشاه, عندما إتفق عادل عبد المهدي مع الأكراد على حل المشاكل بين محافظات الشمال أو مايسمى (أقليم كردستان) وبين الشيعة. وقد أتفقوا على أن يستلم الأكراد مبلغ 500 مليون دولار ويعطي مقابلها 150 الف برميل نفط للمركز (الشيعة). في الواقع لو وافق الأكراد على مبلغ النصف مليار دون أن يعطوا برميل نفط واحد, فالأمر يعتبر مكسب قوي جداً للشيعة, فما بالك وقد ضمنوا هذه الكمية الكبيرة من النفط؟
الإتفاق بين عادل عبد المهدي وبين البارازاني هو إتفاق سياسي وليس مالي, وهو يقوم على مشروع شيعي يبغي بناء تحالف سياسي مع الأكراد من جهة, وترويض السنة للقبول بالحكم الشيعي كأمر واقعهم وقبولهم أيضاً بما يعطيه الشيعة للسنة بمنة. لقد كسب الشيعة الأكراد بمبلغ لا يمثّل شيء بالنسبة لهم, وبنفس الوقت إستطاع هذا الوزير ومن خلفه عمار الحكيم من الترويج على أنهم يخدمون الجميع, والحقيقة إنهم شيعة يسعون لأن يكون الشيعة مواطنين من الدرجة الممتازة, لذلك خطوتهم الأولى جعلوا السنة أتباع لهم والخطوة الثانية تحالفهم مع الأكراد والنتيجة, سسننتظر ظهور مالكي جديد يعيد لنا قوتنا ووحدتنا التي سرقها عادل عبد المهدي وبأمر من المرجعية الشيعية وعمار الحكيم,