ثورة الامام الحسين(ع) التي لم يسبقها ثورة في التاريخ يستشهد قائدها منذ مئات السنين ليُولد ويتجدد ميلاده كل عام ويعيش في الوجدان الانساني بقوة روح التسامح ووهج الثورة الحقيقية من اجل العدالة والمبادئ التي انطلق من اجلها ليعم السلام والأمن والعدالة بين الناس أجمعين بغض النظر عن لونهم وجنسهم بل وحتى دينهم وقد كان الامام الحسين وأهل البيت جميعا كجدهم رسول (ص) يحتمي عندهم المسيحي وغيره من الاعتقادات الأخرى لأنهم (غير المسلمين) يعلمون عدالة رسول الله (ص) وحرصه الشديد على الوصول والعطاء والبذل من بيت مال المسلمين لكل من يعيش في دولته وهذه السياسة التي اتبعها الامام ابي عبدا الله عندما انطلق في ثورته لمواجهة الظلم الذي أراد آل أمية ترسيخه في المجتمع الاسلامي وتحريف رسالة نبينا محمد (ص) .
المبدأ الرئيسي الذي جاء من اجله الإمام الحسين هو الثابت الديني والصرخة بوجه الظالم وتثبيت مبدأ الحرية وانتزاعها من الحاكم المتفرعن يزيد وإنهاء تسلطه على رقاب المسلمين وهذه الحركة الثورية التي أعطت من الضحايا أطهر من هم على وجه الارض لم تكن قد قامت من اجل ان يأتي اليوم بعض المتخرفين والدخلاء على تاريخ هذه الثورة ليشوهوا حقيقتها ويعكسوا صورتها الحقيقية والطاهرة ويجعلوا منها مجموعة خرافات وخزعبلات مستوردة من عالم الجهل والتخلف ببعض الطقوس والشعائر الغريبة ليُطفئوا نور المبادئ
التي تحرك من اجلها الامام الحسين ع كي يثبت للعالم ان الوقوف بوجه الظالم يحتاج الى ثقافة رصينة تحمل قوة الاسلام الحقيقي لا أن يأتي البعض على سبيل المثال في أحد المآتم الحسينية برجل ويلبسوه ثوب الأسد ليحوم حول جثة ممدة على مسطح خشبي كي يثبتوا رواية أن الأسد هو أمير المؤمنين علي (ع) خرج من قبره بهيئة أسد ليحمي ولده الامام الحسين (ع) من الضباع والسباع بعد استشهاده!!! ، أنا اعتقد ان التجاوز على مقام هذا الامام العظيم الذي حمل رسالة الاسلام على كاهل سيفه علي بن ابي طالب وكان ظلّ رسول الله هو تجاوز يدعو الى تمزيق كل المبادئ والقيم والاهداف التي حملها أهل البيت (ع) وان هؤلاء لا يريدون سوى الدمار والخراب لهذا المذهب المعتدل الرصين في طروحاته وفكره ، كفاكم أيها السادة تمزيقا لتلك الثورة الحسينية المعطاءة التي علمت رجالات الفكر والسياسية على كيفية الاقتداء بشخص الإمام الحسين (ع) ومنهجه بل حتى البعيدين عنا من علماء الغرب من تحدث عن عمق هذه الثورة ووهجها وقد قدم ابي عبد الله الحسين نفسه ليقتل في سبيل الله من أجل ان يولد كل لحظة في حياتنا اليوم ونستنشق هواء الحرية من ثغر عطاءه لا أن نقتله مرة أخرى بطقوس ما أنزل الله بها من سلطان تحالون بها استجهال عقولنا وعقول العالم من حولنا.