18 ديسمبر، 2024 10:14 م

أين نجوم «الربيع العربي»؟

أين نجوم «الربيع العربي»؟

الكاتب والباحث الكويتي خليل علي حيدر سأل في مقالته الأخيرة بجريدة «الأيام» البحرينية، بمناسبة الذكرى السادسة لما سُمّي، من باب الأضداد! الربيع العربي، عن مصير الناشطة السياسية «الربيعية» الصحافية المصرية إسراء عبد الفتاح؟
سؤال يحمل جوابه، على طريقة المتنبي «قد سألنا ونحن أدرى بنجد»، وعلى طريقة الأستاذ حيدر، نسأل: أين هو فتى الثورة الأغر، نجم «غوغل»، صاحب الدموع الشهيرة، وائل غنيم، الذي حظي بإعجاب شخصي حارّ من الآفل باراك أوباما؟
أين هو أحمد ماهر وأحمد دومة ونوارة نجم وخالد داود ومحمد البرادعي وعبد المنعم أبو الفتوح… وغيرهم؟
أين هو المنصف المرزوقي وتوكل كرمان وفتيان الربيع الشاحب في الكويت والبحرين والسعودية وغيرهم كثير؟
بالعودة لإسراء عبد الفتاح، التي رشَّحَها البعض، يوماً ما، للفوز بجائزة نوبل للسلام، كما يذكّرنا خليل علي حيدر، ويقول لنا إنها «كانت العام الماضي تعاني من التجاهل، ونقلت الصحف عن لسانها «في ناس بتقول علي خاينة وعميلة»، كما ينقل عن تقرير «القبس» في 26 يناير (كانون الثاني) 2016: «تعيش هذه الصحافية البالغة من العمر 39 عاماً وحيدة في شقتها الصغيرة، وتأمل أن ينهض المصريون من جديد للمطالبة بالديمقراطية».
الأمر ليس شماتة، بل لحظة تأمّل واجبة، عما جرى بالسنوات الست الماضية، التي كان يُراد لنا فيها أن نتخلى عن عقولنا ونلغي الحقائق تحت الزخم العاطفي «الشارعي» وقوة الدفع الأوبامية الدولية، لخرافة الربيع العربي، والحقّ أنه كان سيكون ربيعاً لجماعة الإخوان المسلمين، ولجماعة الخميني، وللسذَّج معهم من مراهقي اليسار، وحمقى «السوشيال ميديا».
الآن، صارت الدنيا كما نراها، و«عدتم من حيث بدأتم»، كما في التعبير النبوي الجميل، وبقيت التحديات كما هي، وليس كما قيل لنا في «هوجة» الربيع الإخواني، هذه التحديات هي: التنمية، والعدل، وليس الديمقراطية والحرية، طبقاً لمنظور إسراء عبد الفتاح، وقومها.
هل يعني ذلك أن الوضع الحالي رائع في مصر وتونس، مثلاً؟
أكيد لا، فهناك مصاعب جمّة في الاقتصاد والمعيشة، لكن المؤكد أن حلم إسراء بربيع ثانٍ، أو فوضى ثانية، ليس هو الحل، بل المشي في طريق التنمية البطيء والصعب، مع المحاسَبة طبعاً والرقابة.
بمناسبة ذلك، قبل أيام، أصدر الصديق والكاتب السعودي، بهذه الجريدة، عبد الله بن بجاد العتيبي، كتاباً بعنوان «ضد الربيع العربي»، عن دار «مدارك»، وثّق فيه صفحات من تلك الأيام.
صفحات كان عبد الله فيها، مع قلة قليلة، لحظة فجر الفوضى العربية، يحذّر من مآلات الأمور… وذاك ما جرى.

نقلاً عن “الشرق الأوسط”