في أنقرة رفض وزير الخارجية العراقي إقامة قواعد عسكرية أجنبية في بلاده، في إشارة منه إلى اعتزام واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية لها في حرير بشمال أربيل، وكأنها (القاعدة) انتقاص للسيادة العراقية، ناسياً أن تركيا تحتضن قاعدة عسكرية أمريكية فضلاً عن عضويتها في الناتو ، ونسي ايضاً ان لتركيا الأطلسية 3 قواعد عسكرية بمحافظة دهوك العراقية، فوجود اتفاقية عسكرية تركية عراقية منذ 1983 تسمح لتركيا بأجتياح الأراضي الحدودية العراقية لمطاردة PKK وبموجبها داست بساطيل جنود تركيا اكثر من مرة تلك الأراضي. ونسى ايضاً أنه والحكام الحاليون للعراق وصلوا الحكم على ظهر الدبابات الأمريكية في 2003 ثم أن واشنطن تجمعها اتفاقية استراتيجية مع العراق وبذلك يكون الأخير مشدوداًبشكل غير مباشر إلى الأطلسي باتفاقيتين. هنا تهون قاعدة حرير أمام حزمة الأرتباطات التي تربط العراق بالأطلسي، فعن أية وطنية وسيادة يتحدث الحكام العراقيون؟.
ومن الأمور التي نسيها ، ان العراق الملكي الذي كان الاكثر استقراراً وعدالة ووطنية وعملاً بحكم القانون مقارنة بالنظم الجمهورية التي تلته، احتضن عدداً من القواعد البريطانية ولنحو (40) عاماً. واللافت ان العراق الذي انسحب من حلف بغداد واغلق تلك القواعد بعد عام 1958 ابتلى بالحروب والاظطرابات لعقود وما يزال في حين سلمت منها تركيا وأيران وباكستان التي لم تنسحب منه. باستثناء العراق لم تنسحب اية دولة من الاحلاف العسكرية الغربية ان العراق احوج مايكون الى واشنطن وقواعدها وحليفاتها بعد أن أثبت حكامه فشلهم في ادارته منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921. ثم أن البلدان الحاضنة للقواعد الأمريكية مثل اليابان والمانيا وكوريا الجنوبية ودول عربية خليجية هي الاكثر استقراراً وازدهاراً واسقلالاً ، أوليس كذلك؟ على حكام العراق، التخلص من الأزدواجية والمزايدة على الوطنية ومعاداة الغرب والأقلاع عن التشكيك بوطنية الكرد، فلقد تقدمت كردستان بفضل توجهها نحو واشنطن وحليفاتا، مقابل تخلف العراق وتراجعه سنوات الى الوراء جراء توجه مغاير لذلك التوجه.