ليس القصد النيل من الإسلام، لكن القصد من هذا المقال البسيط سوء الفهم العام للإسلام وحشره حشراً بمواضع وأماكن لا علاقة لها بالعبادة أو الأهداف الّتي جاء لأجلها الإسلام .. جاء لنصرة المظلوم وإحقاق الحق لا لنصرة كرة أو فوز مصارع على آخر في نزال ودّي .. كان العراق طيلة 80 عاماً يفوز ويحقّق نتائج مبهرة إقليميا وعربيًا ووصل كأس العالم وفاز ببطولة العالم العسكرية عدّة مرّات بدون لا صلاة ولا قيام الليل ولا ركعة الوتر ولا أدعية أو بخور ولا علج سبتج ولا طكطكة حرمل .. ماذا دها العراقيين خائفون “تكل الواحد شلونك يجاوبك ان شاء الله زين !” حتّى لم يبق حسّ باختيار المناسبات الّتي تُذكر فيها مقاطع “استحسان” اشتهرت بين المسلمون طيلة مسيرة الاسلام الحافلة تستخدم في مواضعها .. تصدّقون بالله سأل مرّة مراسل فضائيّة على الهواء مواطن وسط الشارع قال له تفضّل اذكر لنا اسمك فأجابه إن شاء الله فلاح مهدي ! ذكرت اسم عشوائي كتعويض للنسيان .. تُرى ما الأسباب وراء هذا التراجع نحو عمق الخوف .. هل هي الأحزاب الاسلاميّة الّتي يخاف أتباعها من الطنطل ويخاف أشياء مجهولة “ويوهوسون” .. “جيران لنا رحمه الله في العطيفيّة ببغداد يدخل الحمام لا يخرج الا بعد اكثر من ساعتين و لماذا ؟ لأنّه كلّما رمى بماء غرفاً بالطاس يرمي بأخرى لأنّ “طشاش” ماء الأولى يسقط على أرض الحمّام فيقفز إلى جسمه شكّ أنّها طاهرة . يستمرّ “يطشّ” يشكّ فيطشّ وشيئاً فشيئاً لغاية ما يحصر نفسه في زاوية الملابس فلا يلوحه ماء الأرض !” انعكست ممارسات الأحزاب الدينيّة بمن مثل هذه الّتي ذكرنا على الشارع , عند دخوله المرحاض مثلاً أو لدخول مكان باعتقاده موحش يتمتم بتعاويذ , وهذه وحدها تراكم مادّة الخوف لدى الانسان أشكّ كثيراً دعى لها الإسلام الأوّل لأنّها تطفئ جذوة الشجاعة والاقتحام .. لقد أدوا بالمواطن إلى عصور الانحطاط والخوف والتراجع بعد سقوط بغداد على يد هولاكو باعتقاد العودة إلى الإسلام متناسون أنّ الإسلام جاء للقضاء على مثل هذه الممارسات الخاطئة والمخلوقات الموهومة الّتي لا توجد إلاّ في الخيال ! .. أم هل هي المصائب تترى على رؤوس العراقيين هي من حشرتهم في بطون الخوف من المجهول ؟ هنا أقول لا .. فالمصائب والحوادث العصيبة معلوم عنها تزيد في النهاية من منسوب الصلابة والتماسك الشعبي لاشتراكهم في مواجهة عدوّ مشترك , والمثل يقول “الضربة اللي ما تكسر ظهرك تقوّيك” .. التدهور مع الأسف في هذه الجوانب في ازدياد .. لقد انتشرت صورة لمنتخبنا الوطني في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك اليوم ملتقطة من غرفة “منزع” غرفة تبديل الملابس للّاعبون إلى مكان “لأداء الصلاة بشكلها الكامل” ! .. لست معترضاً على الصلاة لكن الاعتراض هنا الهبوط بأهداف الإسلام الطقوسيّة السامية لنشوات لمنعطفات ليست هيَ ولهواجس عابرة , فرغم أنّ الّلاعبون أرادوا “إرضاء الله” لكنّهم لم يتداركوا وقوفهم “بين يدي الرحمن” كلّ يصلّي على حدة ؟ يعني منتخب مفكّك سيخسر أمام الامارات أعلن عن ذلك دون قصد مقدّماً ! يعني ليست صلاة جماعة وتكاتف كما أرادها الإسلام وهم سيدخلون للّعب الجماعي ! , إن اقتنعنا بهذه البدعة الجديدة الصلاة والركوع والسجود .. دعك لربّما سنشهد ليلة صيام قبل المباراة ! .. برأيي ليس لمثل هذه الطقوس بِلَيّ عُنق أهداف الإسلام نحو مثل هذه الممارسات لم تكن من مقاصد الإسلام ولا كان هدف الوحي النزول من سابع سماء إلى الأرض لأجلها ولم يتعذّب بلال الحبشي أحدُ أحد ويمزّق جسد أم عمّار لأجل الهبوط بالصلاة بهذه الدرجات من المنازل , فمنازع تبديل الملابس والاستراحة أصبحت مساقط للخوف وليس للإيمان .. لاعبون طيلة تاريخهم مسلمون ومسيحيون يحمدون الله لكن بهدوء وفي محلّه يأتي الحمد بتلقائيّة دون استعداد ! .. يخيّل لي أن لا فرق في استثمار”الموجّه الديني” للطقوس الفرعيّة أو الأصليّة وبين استثمار رأس المال لكلّ ملتقى اجتماعي كالحدائق وشواطئ الأنهر والبحيرات ومساقط الماء الطبيعيّة , يعني لحد الان لم يدرك أي منا المصائب التي ترفّ على رؤوس العراقيين والدعاء والصلاة والزيارات ومراسيم عاشوراء والبذخ على “جدر الحسين” بينما تتصاعد الكوارث في العراق طرديّاً ويكثر السرّاق .. كأن شعب العراق سأم بلده فلم يعد بحاجة إليه فقط بقى يعلن عن بيعه في المزاد.