أبتعد “الحكيم” في كلمته التاسوعائية، عن الدبلوماسية والعاطفية ، ليشخص الإخطار بواقعية فكرية، وليطلق جرس الإنذار الأخير، ويطالب من يمتلكون حس المسؤولية بالكف عن اللعب بالنار، لأن من يوقد النار سيحترق بها عاجلا أم أجلا.
ابتدأ من هواجس المذهب، داعيا المتصدين بأسمه، عدم التلاعب به وإبعاده عن المصالح الشخصية والنفعية، وليوحد الجميع مشاريعهم لأن تقاطع المشاريع سيضعف وينهي الجميع، لم يكن مجاملا لشركاء الوطن، الذين يبنون مواقفهم بالأحلام والأمنيات، بأن لا مصير لهم إلا بعراق واحد موحد، ومن يريد أن يكون فريسة للآخرين عليه الذهاب وليجرب، مارا بالوضع الإقليمي والدولي الذي يشهد صراع وقتال بالوكالة، محذرا جميع الدولة والمنظمات، أن تكف من صراع الإرادات، والسعي الجاد لإطفاء الحرائق.
إن “الحكيم” انطلق بخطبته الحسينية، نحو الزعامة الوطنية، والتأثير الإقليمي، وبدأت أفكاره ورؤيته السياسية الواقعية تأخذ مديات كبيرة ومهمة، واستطاع أن يؤسس لتيار حركي يؤثر في الأمة يتجدد ويطور آلياته بسلاسة وبخطط علمية وعملية دقيقة، وما التجمعات التي تقام بتنظيم عالي وشعارات وأوقات محددة ما هي إلا إن “الحكيم” قد نجح بشكل متسارع ببناء قاعدة اجتماعية تقود الدولة من الداخل لتحقق الإصلاح المنشود, وهو بذلك يتبنى نظرية بناء الذات ليبنى المجتمع.
التأريخ يصنعه العظماء، ليكتب لهم وليس عليهم، ولعل قضية الإمام الحسين عليه السلام، صنعت التأريخ وأنتجت مشاريع لتخلق رجالات حسينية، اليوم لم تتغير سوى الأسماء والعناوين، فمشروع يزيد مجددا، يحاول قتل مشروع الحسين عليه السلام ، وهيهات ان يكون ذلك، فشعار مثلي لا يبايع مثلك، هو منهج ودستور وخارطة طريق.
فبين تحدي التيار وكيفية تصفيته ممن يحاولون استغلاله أو استهدافه, إلى هم المذهب وكيفية جمع شمل المتصدين بأسمه,والى شركاء الوطن الذين لم يكونوا بحجم التحدي والمسؤولية, فعبر الحكيم عن هواجسه وما يراه وكل ذلك يريد من خلاله إن يكون العراق قويا من الداخل, ليقف قويا أما الدول والمنظمات وكل من يريد ان يستهدف امن ووحدة العراق.
لكن هل سيستفيق بعض ساسة الكراسي؟ وأصحاب المشاريع التجارية! الفرصة تأتي مره وليست مفتوحة والطوفان إذا جاء فسيغرق الجميع, لا يمكن لأحد أن يتحدث انه منتصر والأخر منهزم إذا ضاع الوطن أو تقسم.