26 نوفمبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

إيه منك.. كم أنت مغرور يا هذا  ؟

إيه منك.. كم أنت مغرور يا هذا  ؟

كثيرون هم من تشبثوا بالسلطة، كأنها ملك ورثوه من أبائهم، تناسوا أن تعالى “جل في علاه” هو الملك الأوحد، وما صدام إلا مثال ليعتبر الطغاة مما حدث له، فحكم الثلاثة عقود ونيف ذهبت هباءا منثورا، فها هو تحت التراب فجأة، من جبار يرهبه الخائفين إلى ذليل محتقر،  ليتخلد ذكرى من وقفوا بوجه أعتى طاغية في القرن العشرين .
الهالة التي تحيط بالمسؤول رفيع المستوى،  ماهي إلا مجرد غبار تذهب بمجرد هبوب الرياح، وإن طال مكثه بزمام السلطة، فالموت آتيه لا محاله، وإن تحصن بقصور بغداد الأسطورية، المليئة بالحشم والخدم، وما توفره السلطة من جاه وأفواج حمايات وأيضا المتملقين زائلة، إلى مزبلة التاريخ .
كنت ولا تزال أيها المتبجح العنيد، تطلق علينا تصريحاتك النارية، رصاصات حشوتها بترهات ما أنزل بها من سلطان، فسلاح خطاباتك موجهة للجميع وكأنهم الخونة وأنت الوطني، وتكاد لا تفارق التلفاز، تلفاز سئمه الناس من كثرة ما تظهر عليه، جيرت كل شيء لمصالحك الشخصية، لا لأجل شي وإنما من أجلك أنت فقط، تريدهم جميعا تحت يدك لتفرض ما تمليه عليك نزعاتك النفسية .
سياسة الإقصاء والتهميش، هي نهجك ومنهاجك في الحياة، الغرور أعمى بصيرتك، فأنت لا تسمع من أحد، لإنك تظنهم طامعون بمناصبك الكثيرة، فيا ترى ألا تسئم من كثرة تنقلك من كرسي لآخر، جميع الطغاة أنت تسير بسيرتهم، وتدعي أنك ديموقراطي فمبدأ الإدارة بالوكالة يكشف زيف إدعائك .
ولا زلت تظن أنت من يدير كل شيء، وجميعهم يرجعون إليك، موصفا نفسك بقائد الضرورة، الأوحد، القائد، الزعيم، هل أنت مغرور يا هذا ؟ أم لا يحق لأحد غيرك أن ينتقدك، أو حتى ينبهك ويدلك على الطريق الصحيح، لا يستطيع أحد أن يخطو هذه الخطوة المميتة، فما إن يفكر بها أحد قبل المضي بخطوته، يتهم بالخيانة والعمالة وربما يحكم بمادة أربعة إرهاب .
فشلت كل الفشل، بإدارتك يا هذا لكل مناصب الدولة، فأنت الرئيس وانت الوزير والبرلماني، العراق ضاع بسببك، وصار فريسة للكلاب الجائعة، لكن يأبى العراقيون إلا أن يستعيدوا عراقهم، ويرجع إلى سابق عهده، قويا عزيزا كبيرا بإذنه تعالى .
أيها الفاشل … أنت نعم، لا تنظر إلى خلفك فلا أحد معك، كلهم تركوك ما إن ذهبت السلطة وأنتزعت، بعدما تمسكت بالكرسي بأضراسك، تخلوا عنك بعدما إتضح زيف شخصيتك للملأ العام، فعفوا فخامتك ونيافة وسيادة القائد الرئيس،  كلامي لن يجرحك، لإنك لا تمتلك قلبا ولا دما حتى، كلام قبل السلام؛ أنت نعم فما زلت أحدثك، التراب كما إحتضن جميع الموتى بدون إستثناء،  في النهاية ينتظرك بفارغ الصبر .

أحدث المقالات