ملاحظة : هذا المقال هو تابع للجزء الاول 1 –
1 * الثورات العربية و الزمن المحتمل:
(…إذا أراد الله أن يعيد الإسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد…) ( لا يخرج المهدي حتى لا يبقى قيل و لا ابن قيل إلا هلك ) و القيل هو الحاكم .) ( .. عند خروج القائم ينادي مناد من السماء: أيها الناس قطع عنكم مدة الجبارين….. ).
:6 54
Au point du iour au second chant du coq,
Ceux de tunes, de fez, et de begie,
Par les Arabes captif le Roy Maroq,
L’an mil six cens et sept, de L’iturgie.
في بداية النهار و عند الصياح الثاني للديك// سكان تونس و فاس و بجاية // العرب يقبضون على الملك المغربي// في عام 1607 من التقويم الليترجي.
تؤرخ هذه الرباعية لشخصية ملغزة تنتمي إلى المغرب العربي و أصبحت في علاقة جديدة مع العرب و هم سكان الجزيرة العربية و ذكرت الرباعية مدنا هي تونس و فاس المغربية و بجاية الجزائرية . و التاريخ الذي ألغزه الشاعر يعتمد في البيت الأول على مطلع النهار و صياح الديك الثاني . و في البيت الرابع ضبط تاريخا من السهولة استخراجه فسنة 1607 من التقويم الليترجي نضيف إليها 404 سنة لنتحصل على التاريخ الشمسي المناسب فتكون السنة : 1607+404 = 2011. هذا التاريخ يكشف اللغز فالمدن الثلاثة المذكورة قد تشير أولا إلى المظاهرات التي انتشرت مطالبة بتغيير الحكم و تقدم ثانيا مدلولا أوسع لكلمة Maroq فهي لا تعني المغرب و إنما المنطقة المغاربية عامة التي توجد فيها تلك المدن . و في السنة المذكورة خرج الرئيس التونسي السابق من البلاد و لم يعد بل استقبلته المملكة السعودية و سمحت له باللجوء السياسي المقيد بشروط . و هذا الاستقبال عبر عنه الشاعر بإلقاء القبض عليه لأن الكثير من الدول تحاشت استقباله. لقد تم خروجه من تونس في 14 جانفي فكأنما هذا الشهر الأول هو بالضبط (Au point du iour) أي مطلع النهار الذي يرمز إلى مطلع العام . أما الصياح الثاني للديك فقد يشير إما إلى نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الأول أو بداية النصف الثاني من نفس الشهر .
وهناك سنة أخرى ألغزها الشاعر لتغيير وقع في الفاتيكان و حدد التاريخ بنفس الطريقة :
10,91
Clergé romain, l’an mil six cens et neuf
Au chef de l’an sera eslection,
D’un gris et noir de la compagnie yssu.
Qui onc ne fut su maling.
الحبر الروماني في سنة 1609// يقع انتخابه في رأس السنة // و يرتدي لباسا أسود دالا على جمعية اليسوعيين // و يكون مخادعا بطريقة لا مثيل لها .
سنة 1609 نضيف إليها 404 نتحصل على 2013 و في مطلعها انتخب البابا الجديد. و في العادة فإن الشاعر لا يذكر الألف و يكتفي فقط ب 609 مثلا إلا أنه – في هذه المرة كما في الرباعية الماضية – أثبت التاريخ كاملا و ذلك من باب الإيحاء بالحل للغز التاريخي .
واستقالة البابا القديم هو أمر غير عادي في تاريخ الفاتيكان و انتخاب الجديد قد أسال الكثير من الحبر حول مستقبل الفاتيكان و نبوءة ملاخي حول البابا الأخير في التاريخ الفاتيكاني ذي الرقم 112 و هو المنتخب الجديد. فهل تشهد الفاتيكان تغييرا جذريا قبيل عصر الظهور ينتهي بزواله كما حذرت نبوءة فاطيما التي جعلت البابا يرتعش ؟ . يبدو أن رياح التغيير ستكون عامة و ستزول الثوابت و الأكيد أن سجلات الفاتيكان السرية تعرف الحقيقة على أحسن وجه و لكنها تتكتم و تتستر .
لقد ضبط الشاعر تاريخ هذين التغييرين المفاجئين بدقة باعتبارههما بداية التغيير الكبير الذي تصدر هذا القرن العجيب حيث ننتظر أن تسير الأمور إلى منتهاها الحتمي .
1,54
Deux revolts faicts du malin facigere,
De regne et siecles faict permutation :
Le mobil signe à son endroit si ingere,
Aux deux esgaux et d’inclination.
ثورتان من صنع المخادع المتظاهر// يتبدل الحكم ذي القرون // العلامة المؤثرة تقتحم مكانها //
اثنان بالتمام و تنتهي الأمور إلى منتهاها .
يستعمل الشاعر هنا مصطلحا دقيقا خاصا بعصر الظهور و هو العلامة signe .. . و يردفه بوصف يقيني لا شك فيه (mobil ) و كلمة automobile مثلا هي السيارة التي تحرك نفسها بنفسها و الوصف يدل على التحرك الصائب و التأثير الدافع الحتمي الذي لا يمكن رده . و إذا وصفت العلامة بهذا الوصف فهي دليل على تغييرها لحركة التاريخ بالكامل حيث تقلب الثوابت و تتغير الجوامد و يتبدل ما كان يظن أنه أبدي أزلي . و ظاهرة الثورتين هي علامة تقتحم و تنصب في مطلع القرن الواحد العشرين في المكان و الزمان المناسبين .
أي الثورتين يعني ؟
الثورة التونسية تحدث عنها في رباعية أخرى و أهميتها تكمن في انطلاق الشرارة الأولى و علاقتها بالظهور غير مذكورة في الأحاديث الإمامية الشريفة. و إذا كان الأمر متعلقا بالظهور المقدس فيبدو أن المقصود هو الثورة المصرية و اليمنية حيث يظهر اليماني الممهد و المصري المساند و المناصر. عن محمد بن مسلم قال: ( يخرج قبل السفياني مصري ويماني) ، فالتغيير في البلدين هو تهيئتهما لاستقبال عصر الظهور و لذلك قال :
Le mobil signe à son endroit si ingere
أي أن العلامة المؤثرة تقتحم مكانها المناسب في مصر و اليمن . و عندما أنجز التغيير و تم ستسير الدنيا إلى منتهاها المحتوم . و ستتسارع الأحداث السياسية و الطبيعية و الفلكية لتعجل بالظهور.