وقد جاء الكتاب ايضا سهما موجها الى بعض العادات الفاسدة والطبائع المعوجة والطرق الرخيصة التي يتبناها بعض الاشخاص في سبيل تنفيذ اغراضهم الضعيفة والوصول الى ماربهم الدنيئة، فأشعرهم بخستها ووضاعتها لعلهم يحاولون السير في طريق النور والتنكب عن جادة الظلمة والفساد.
هذا ما كتبه الشهيد محمد الصدر (رض).. في (نظرات سريعة في كتب خمسة).. وفيها دراسة نقدية لكتاب (مسرح المجتمع) للأديب المصري (توفيق الحكيم)..
وبالرغم من ان كتاب الصدر، لا يتعدى كونه اراء تجاه كتاب (مسرح المجتمع) .. الا ان وجدت فيه اكثر من ذلك، مثلا:
اولا: اجد ان الصدر، جعل من كتاب (مسرح المجتمع) مبررا وذريعة لطرح افكاره واراءه.. لأسباب عدة، منها التقية، وغير ذلك..
وما قاله الصدر اعلاه: ((فأشعرهم بخستها ووضاعتها لعلهم يحاولون السير في طريق النور)) ..يمثل (حسب فهمي) عنصر وثابت من معالم واسس الحراك الصدري منذ 1991..
ثانيا: ان الصدر (رض) استخدم اسلوب (فضح) المفاسد، لأجل ان يشعر (اهل المفاسد) بخستها ووضاعتها لعلهم يحاولون السير في طريق النور.. ومن ذلك: اهل السلوك والسدنة والغجر وغيرهم..
ثالثا: ان السيد مقتدى الصدر، سار ايضا على هذا المنهج، واصدر عشرات ومئات البيانات التي (تفضح) المفاسد، لأجل ان يشعر (اهل المفاسد) بخستها ووضاعتها لعلهم يحاولون السير في طريق النور.. ومنهم: بعض الاتباع.. ورئيس الوزراء (السابق) ..وبعض البرلمان وغيرهم..
ومثال ذلك.. هو ما فضح السيد مقتدى الصدر من فساد الحكومة الفاشلة السابقة في كلمة لسماحته في 18 من شباط الماضي بقوله:
صارت السياسية بابا للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك ليتربع دكتاتور وطاغوت فيتسلط على الاموال فينهبها وعلى الرقاب فيقصفها وعلى المدن فيحاربها وعلى الطوائف فيفرقها وعلى القلوب فيكسرها ليكون الجميع مصوتا على بقائه ونرى عراقنا الجريح المظلوم اليوم وقد خيمت عليه خيمة سوداء ودماء تسيل وحروب منتشرة يقتل بعضهم بعضها باسم القانون تارة والدين تارة اخرى فتبا لقانون ينتهك الاعراض والدماء وليسقط ذلك الدين الذي يعط الحق بحز الرقاب وتفخيخ الاخرين واغتيالهم. انتهى.
وبالرغم من حصول التغيير، بتضحيات ال الصدر، والعراقيين الاخيار، الا ان السياسيين عموما، وجماعة التحالف، خاصة، لا زالوا خارج التغيير، ولا زالت المفاسد و (الهدايا) و (الحيل الشرعية) تدير التحالف عموما..! وكأن حالهم .. حال السارح (بصخول) خالته..!! وللحديث بقية.