احد المسوؤلين العباقرة في الفشل والفساد سأل ثلاثة موظّفين يعملون في موؤسسته : هل 2+2=5؟ فأجاب الأوّل: نعم استاذ = 5، وأجاب الثاني: نعم أستاذنا المُبجّل =5 إذا أضفنا لها 1، أما الثالث فقال: لا خطأ فهي=4! وفي اليوم الثاني لم يجد الموظّفون زميلهم الثالث في العمل، وبعد السؤال عنه علموا أنه تمّ الاستغناء عن خدماته !
فتعجّب موظف مكتب هذا المسوؤل وقال لمسوؤله : لماذا تمّ الاستغناء عن الثالث، فردّ قائلاً: أما الأوّل فهو كذّاب ويعلم أنه كذّاب (وهذا النوع مطلوب) !، وأما الثاني فهو مُتّملّق ذكي ويعلم أنه مُتملّق ذكي (وهذا النوع مرغوب) !، أما الثالث فهو صادق ويعلم أنّه صادق (وهذا النوع متعب ويصعب التعامل معه)!! وبعد ذلك سأل المسؤول مدير مكتبه هل 2+2=5؟ فأجابه: سمعت قولك يا سيدي وعجزت عن تفسيره، فمثلي لا يستطيعون تفسير قول عالم!!!؟ فردّ المسوؤل في نفسه قائلاً: وذلك منافق (وهذا النوع محبوب)!!!؟؟
ما رأيكم في هذه القصّة العجيبة؟ هل ترونها واقعاً فعلياً في العراق المجيد التليد ؟ هل بتنا في عالم ينافق ويكذب ويلف ويدور في الإجابة خوفاً على المصلحة الشخصية وامتيازات السحت الحرام ؟ فالصراحة أصبحت مرفوضة، وسياسة (أنتَ من ونحن من) نعيشها ونستشعرها في كل حين!
أصبح الفاسد والفاشل و المخادع والمتمصلح هو المسوؤل والمتصدٌر لأعلى المناصب، وأصبح الصادق الشريف المنتج المعطي هو المنبوذ في العمل، فكم صادق وجدناه مظلوما قابعا لاحوله ولاقوه له ، وكم فاسد فاشل أفّاق وجدناه يعتلي المناصب في لمح البصر! الدنيا أصبحت بالمقلوب، فالشريف هو السارق والمنافق والمتمصلح والمفسد!!؟ والخائن والفاشل والمرٌتشي هو الصريح والصادق والأمين والمحافظ على الأموال والأملاك!!!؟؟
ومن لا يعرف كيف يتحايل لا يعرف كيف يصل، والشواهد على ذلك كثيرة، فكم حر يفترش الأرض، وكم حر رصيده ملاليم، وكم حر يعاني الأمرّين بسبب مبادئه وكرامته، وكم عبد يفترش الحرير ورصيده بالملايين، وتسهل له الأرض ومن عليها، لا لشيء إلاّ بسبب فساده و كذبه ونفاقه وتستّره على المال الحرام!
هل تتقدّم أي دولة او يَنّعَدل حال في ظل الفساد المستشري؟ وهل يكفي الوقوف ضد الفساد والمفسدين بالصوت فقط؟ وهل الخوف على المصالح الشخصية غير المشروعه أقوى من الخوف على قول كلمة الحق؟ ملفّات كثيرة في الفساد جلّ ما يستطيعه البعض حيالها هو التلميح إليها أو نشر سخرية أو نكتة في موقع أو عن طريق شبكات التواصل،، اصبح الغالب الاعٌم صامتا لايرى. ولايسمع ، فلم نجد من أصحاب القرار والمسوؤليه الشرفاء مع كل الأسف من لا يخاف ولا يخشى أحداً، ويكشف عن الفساد والمفسدين ولا يتستر عليهم قط، فشيم الانسان الشريف هي الكشف عن الفساد، وعن المفسد والمتمصلح، وهي دليل على حب البشر لأوطانهم وناسهم، لا عكس ذلك، ومن يحاول أن يقول لايوجد فساد وكذب ونفاق وغير ذلك ما هو إلاّ منافق رضي بالذل والهوان.
للأسف أنتم ناجحون يا منافقون ويا فاسدون ويا كذابون ! أنتم على طريق العلا يافاسدون ويا متمصلحون! أنتم «راضين» عنكم يا كذّابون! ولكن تذكّروا إخواني بأنّ طريق الحق صعب مرٌّ، ولا يسلكه إلاّ الأحرار، الذين يخافون عذاب يوم عظيم و يحبّون أوطانهم وينظرون إلى مصلحة أهلهم وشعبهم، وهم في النهاية منتصرون لا محالة.