18 نوفمبر، 2024 2:33 ص
Search
Close this search box.

فلسفة الحياة في نصوص الشاعره السورية مديحه المرهش

فلسفة الحياة في نصوص الشاعره السورية مديحه المرهش

من يقرأ نصوص الشاعره السورية مديحة المرهش برى وبوضوح القيمه الانسانية لموضوعاتها بأطار فلسفي يقتزن بواقعية مثاليه نفتقدها في التعبير الشعري الاعتيادي, ويبدوا ان تجربة الشعر والحياة أمتزجا بشكل جدلي مثير ونتج صور شعريه راقيه وجميله وبلغة مميزه بالفصاحة والمعنى…ان معنى الحياة عند الشاعره المرهش يستمد قوته وحيويته من خلال أيمانها الواثق بالحتمية التاريخيه بانتصارالفرح على قوالب الحزن المفروضة قسرا..وبالرغم من الشجن العميق في جملها الشعريه..لكن نهايتها تنتهي بأمل في هذا النفق الحياتي المرعب في بعض الاحيان…فتقول…
ليقولوا ما يشاؤون،
أعرف أنني
امرأة سمراء فقيرة،
بوجه واحد،
بقلب واحد،
برجلٍ واحد،
بحلم واحد،
بطعناتٍ كثيرة بالقلب و الظهر،
و كومات كثيرة من أزهار الحياة….
هذا التصويرالمتدفق الصريح لصورتها المثلى في الحياة في انها امرأة بوجه واحد لا يتغير بعوامل انيه أنها فرضية اثبتت نجاحها بالرغم من الطعنات الكثيره في القلب والظهر لكنها ايضا تتمسك بكومات كثيره من ازهار الحياة وتفألها بالمستقبل الزاهر
وتستمربعرض الايجاب الحياتي والتمسك به من خلال
كلما طلّت عيناك
يهرع قمحي إليك
بلمحة منك تحوله إلى ذهب.
وقيمة الذهب هنا استخدام مجازي لحالة الظفر بمن تحب وترغب…عملية تفاعليه تنضج وتصبح نهاية جميلة لزرعها الذي حصدته….
لكنها بالرغم من ذلك الناتج ألا انها ترفض القيود وتتمسك بحريتها بجداره وترفض القيم التي تجعل من المرأة سجينة ادوات حياتيه ممله وصفتها بمفردات دلت على معاينيها
حمامات دافئات…
نسوة بحرير خالص
يختلن بأقفاصهن،
مربوطات بخواتم
من ألماس و ذهب،
و أنا تبّت يدي و تب
فهي متفرده متمرده على الفرضيات الانسانية المقيته التي تحاول أغتيال أنسانيتها وحقها بالعيش كامرأة لها ماللاخرين….فتنشد
أجمل ما فيّ
أني لا أشبه أحداً،
فراشة غريبة عن سربها،
تطرّز عطراً بضوء الأفق
و تنام قريرة الشوق
في قلب غريب….
حتى في أحلامها استثنائية…فهي تحلم لا كما تحلم الاخريات حلمها غريب مجنون كجنون شعرها الهادر كموج البحر
حلمي مجنون
يسابق الزمن
يصل قبل الوقت بكثير
يتعرى من كل ثيابه
كرجل مهووس بأنثاه،
ليلبس
قصيدة شوق مطرزة
بتفاصيل مملة عنك..
في طبيعتها الاعتياديه تنشد الطيبة والصفاء والنقاء …وتطلب من معها او يريدها ان يكون مثلها نقي العقل وصافي المعشر لكن أذا كان خارج هذه المعادله…فهي ترفضه بل تمقته حد اللعنة….حين تعبرعن مجها.له.
غيب حولين
و تأتني بخفي حنين,
و كلما نزلت بوادٍ
يكون غيرُ ذي زرعي،
و ما زلت إلى الساعة إبليساً عاقاً
تحلم بجنتي!!
أبليس في القوانين السماوية والوضعيه رمزللبغض والكراهية والكذب وكل الصفات الممقوته….فجنتها لايدخلها الا ذو ألاجنده الخيره والحالمه التي تقدر قيم الحياة الناصعه البيضاء  وترفض التلون المصطنع والالوان الكاذبه…..
هي الواثقه دائما دائما بأنتصارتها النابعه من شخصيتها القوية المتينه التي أستمتدها من تاريخها المشرق النبيل المليئ بالنضج والعلم والعمل الجاد…هي شامخه كشموخ قاسيون في الشام لآتتزحزح لآنها عادله وثاقبة النظرفترى أنها..
خارجة عن قانون جاذبيتك
المائل بي دوماً
كبرج بيزا
أتمسك بي،
فأنا لا أعرف فنّأً لسقوط أو صعود،
أجهل كل الفنون إلاك،
ودوراً وحيداً
أسندته إلي في بحيرة من جليد،
كنتُ البجعة الزاحفة الوحيدة
طوال العرض،
حتى تكتمل نبوغ شخصيتهاومعرفتها بالنهايات لبعد نظرها…
أعدك وعداً عليّ حقاً
أنك لن تدخلها
حتى لو حظيت بموافقة حراس السماء
كن آمناً مطمئناً،
لن أتركك هكذا قفراً دون جنة,
سأهبك للحور العين
ان فلسفة الحياة المضنيه سطرتها هذه الشاعره القديره برسوم ملفته للنظرأنها ظاهره يجب ان تدرس وبعناية لمعرفة المزيد ما وراء سطورها العذبه

أحدث المقالات