19 ديسمبر، 2024 6:50 ص

ممثل العراق في مؤتمر ألانتربول الدولي هو المسؤول عن فشل الداخلية

ممثل العراق في مؤتمر ألانتربول الدولي هو المسؤول عن فشل الداخلية

الوكيل ألآقدم لوزارة الداخلية مثل العراق في مؤتمر ألانتربول الدولي الذي حضرته مائة وتسعون دولة , وهذا الخبر تناقلته وسائل ألاعلام العراقية كأي خبر عادي وطبلت له شبكة ألاعلام العراقي عبر الفضائية العراقية  وقدمت بأتصال مباشر مع الناطق الرسمي الذي يحمل رتبة عميد وهو لما يزل في الثلاثينات من عمره مما يعني أن شيئا من ألاستخفاف بعقول العراقيين لايزال هو الهاجس المعتمد من قبل الذين وصلوا للسلطة عبر المحاصصة  والذين يهمهم أمتيازاتهم ولايهمهم رأي الشعب العراقي ولا رأي من يراقب سير ألامور في العراق من حيث ألادارة والحكم والسياسة وألاقتصاد وألامن , وهناك فضائيات غير عراقية مهتمة بالشأن العراق مثل الميادين اللبنانية التي تقدم برنامجا عن العراق أسمه العراق جدارة الحياة , فهل العراق الجدير بالحياة قدره أن يكون ممثله في مؤتمر ألانتربول الدولي وهو المؤتمر الباحث عن الجريمة وللجريمة علوم متخصصة ومنها ألارهاب وللآرهاب فكر وثقافة ولاسيما التكفيري منه والذي ضرب العراق والعالم وضرباته في العراق موجعة مؤلمة لم تدرس بعناية ولم يتابع بمهنية أستخباراتية وبتخصصية تعرف الوسائل وألاساليب التي يستخدمها ألارهاب التكفيري , لذلك ظلت مواجهة ألارهاب التكفيري “داعش ” في العراق مواجهة  دعائية سطحية على طريقة ” زلم والله زلم ” التي قدمتها شبكة ألاعلام العراقي بتفاخر يعكس عمق التخلف التخلف ألاعلامي الذي ينتمي الى ثقافة مسرح الصورة , وثقافة مسرح الصورة لها في العراق أمتداد فولكلوري يخلط مابين المقدس وغير المقدس مما جعل ألالتباس عند عامة الجمهور الذي أصبح ضحية لفهم خاطئ يقدم غير المقدس على أنه مقدس , ومن هنا أصبح المسؤول يحمل شيئا من القداسة المفتعلة  وأصبح الرئيس مقدسا سواء كان رئيسا لحزب أو لعشيرة أو للدولة بلا فرق بين الدولة المدنية  بتنوعها القومي والبلشفي والديمقراطي أو الدولة الدينية  الثيوقراطية  ومراتبها في ولاية الفقيه أو جماعة الشورى أو الولاية بالتمكن الذي أباح لجماعة داعش مبررات أعلان الخلافة  وتسويقها على أساس التمكن والغلبة بغض النظر عن مقياس الحق والباطل لذلك رأينا السبي والبيع لنساء ألايزيديين والمسيحيين متداولا بين التكفيريين بلا حرج ومسكوتا عنه عالميا سوى بعض الهمس ألاعلامي عبر وسائل ألاتصال ألاجتماعي المملوكة لشركات يهودية برأسمال متنوع يراهن على النفط الصخري بديلا عن نفط  العرب ولذلك بدأت أسعار النفط تنخفض والخاسر ألاول هو العراق , وعمق وتعقيدات هذه المسائل لايفهمها غير المتخصص , مثلما أننا بقينا في العراق ندفع خسائر متتالية بسبب ألارهاب وشعبنا يتألم ويعاني ولا يعرف السبب لان من يدير وزارة الداخلية ولعدة سنوات مضمد نسي مهنة التمريض ولم يتعلم من ألامن سوى المكابرة وألادعاء شأنه شأن كل المغرورين بالعناوين البراقة في الدولة المدنية التي لم تكن بنيوية ولا تأسيسية منتظمة بأصول المنظومة المجتمعية ومفرداتها القائمة على الصداقة والتعارف والزمالة والجيرة والعمل بأصنافه العامة والخاصة , والحرة والمشتركة , أن الدولة المدنية أصبحت ضحية غوغاء ألاحزاب والسلطة الزمنية , لذلك لم نشهد ظهور وولادة الدولة المدنية بشكل واقعي مثلما لم نعد نفهم حدود وأبعاد الدولة الدينية وهي بدعة بشرية ولم تكن برسم السماء , لآن دولة السماء هي دولة دينية بأمتياز يشهد على ذلك موقف نبي ألاسلام محمد “ص” من المغنية ” سارة ” التي كانت تغني لشباب مكة ولما ألم بها الفقر والعوز والحاجة قصدت نبي ألاسلام فقال لها : أمسلمة أنت قالت : لا , فقال لها : أمهاجرة ؟ قالت : لا , فقال لها بسماحته فماتريدين ؟ قالت : مامعي شيئ وأريد كسوة وطعام , فقال لها : وشباب مكة الذين كنت تغنين لهم ؟ قالت مافعلت ذلك بعد معركة بدر , فأمر جماعة من بني عبد المطلب بكسوتها وأطعامها وأيوائها  , هذه هي أخلاق نبي ألاسلام وهذه هي أسس الدولة المدنية برسم السماء التي ترعى الجميع بغض النظر عن معتقدهم وطريقة عيشهم , أن ألاحزاب التي تدعي أنتسابها للدين شوهت صورة الدين ولم تنصف الناس ولا المعتقدات ألاخرى , ووزارة الداخلية العراقية بعد 2003 م هي ضحية ألاحزاب الدينية والعلمانية ورهينتها مثلها مثل بقية الوزارات كوزارة العدل والخارجية والتعليم العالي والتربية والصحة والدفاع والبلديات والمالية والتجارة والصناعة والزراعة والري والسياحة وألاشغال وألاسكان وحقوق ألانسان.
 والداخلية أولى الضحايا لآن ألاختراق ألامني في العراق كان معيبا وفاضحا وعارا لايمكن السكوت عليه وفضيحة أجهزة كشف المتفجرات ظلت لغزا وطلسما وهي ليست كذلك , والوكيل ألاقدم لوزارة الداخلية كان يتصرف ويعمل على أنه القائم بأعمال وزارة الداخلية نتيجة غياب المراقبة والمحاسبة فمدير مكتبه هو من سراق رواتب المنتسبين في التسعينات عندما كان ضابطا برتبة ملازم وقد عاد مع عدنان هادي نور علي ألاسدي الذي عاد مرافقا للدكتور أبراهيم الجعفري وهو من رشحه لمنصب وكيل أداري في وزارة الداخلية وهذا بدوره عين عدي مديرا لمكتبه ومنح رتبة عميد ثم لواء ويقول المطلعون على شؤون وزارة الداخلية أن عدي كان يتحكم في كل شؤون الوزارة بدون رقابة خصوصا في فترة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي فتلاعب بشؤون الشرطة ومديرياتها وبالشرطة ألاتحادية وبالنجدة والمرور والجنسية والجوازات وبيع الجوازات كان في أوجه في فترة الوكيل ألاقدم ومدير مكتبه ولم تسلم كلية الشرطة من هيمنة وتلاعب عدي مدير مكتب الوكيل ألاقدم وكأننا في بلد غابة ومزرعة وليس في بلد فيه برلمان وحكومة أتحادية تعددية لذلك تحول أغلب رؤساء ألاجهزة ألامنية الى ممارسة أعمال الفساد والرشوة في مقدمتها , وعندما كثرت الشكاوى من عدي مدير مكتب الوكيل ألاقدم تم نقله كما يقول المطلعون الى تمثيل العراق في ألانتربول الدولي الذي حضر مؤتمره ممثلا للعراق الوكيل ألاقدم لوزارة الداخلية الذي كشفت وسائل ألاعلام كيف أنه كان يستعمل سيارات الوزارة لتحمل الهدايا من معجون طماطة وعلب زيت ودهن نباتي وسكر الى المواطنين كدعاية أنتخابية مكتوب عليها هدية الحاج عدنان ألاسدي , فهل من الصحيح والجائز بعد كل هذا ألاخفاق ألامني غير المبرر أن يظل الوكيل ألاقدم في منصبه وزيادة على ذلك يمثل العراق في مؤتمر ألانتربول الدولي أرحموا العراق يامن لاتزال في قلوبكم بقية من رحمة وفي شعوركم شيئا من الوطنية وقولوا بصوت واحد مستنكرين لا للجهلة لا لسراقي المناصب لا لغاصبي حق الشعب العراقي , وأذا لم تستطيعوا أن تقولوا مثل ذلك فأبشروا بسنين عجاف من الظلم والقهر والعوز والفقر والمرض الذي يجعلكم أضحوكة لمن حولكم من الشامتين وهم كثر ؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات