لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يلعبه النفط في الاقتصاد العراقي، بل لنقل الدولي، ولأهمية هذا القطاع الاقتصادي الصناعي، يجب أن نرى أيضا وبوضوح، مدى تأثيره السياسي والأمني المباشر في السياسات الدولية للعراق والعالم.
ومن الطريف ذكره ما جاء في أحد التقارير التي ربطت زيادة الأنجاب، بالسياسة النفطية، وعلى الحياة في أقاصي المعمورة بشكل غير متوقع، فبسبب الأزمة النفطية في أوائل الخمسينيات، وهي الأزمة التي سبقت أزمة (1973)، وفرضت سياسة التقشف في استهلاك الوقود، الى أجبار شركات صناعة السيارات الى تغيير سياساتها التصنيعية، وانتاج سيارات رخيصة واقتصادية، فكان منها سيارة الميني كوبر الإنكليزية، التي أطلقت في أواخر الخمسينيات (1959) الصغيرة.
طرح مثل هذا النوع من السيارات الاقتصادية، الى أيجاد سوق جديدة للشباب من الطلبة الجامعيين، وأدى بدوره الى زيادة الثقة بجيل الشباب آنذاك وشجعهم على الزواج وتكوين الأسر، بالتالي أزداد نسبة الشباب في كثير من الأمم التي كانت تتجه الى الشيخوخة مما أدهش الكثير من العلماء!
مما تقدم بين مدى تأثير النفط في الكثير من مفاصل الحياة حتى الاجتماعية منها، ودفعنا الى التفكير مليا بهذا القطاع ومن يديره.
اليوم أصبح السيد عادل السيد عبد المهدي وزيرا للنفط، لكن من هذا الرجل كي يدير مثل هذا القطاع، الذي يدر ما يقارب من 7 الى 8 مليارات دولار شهريا، ولا أقول الوزارة لأن مسمى الوزارة يبخس حقها.
والده السيد عبد المهدي المنتفكي، من بين قلة من رجال الدين الشيعة وسياسييها وقتذاك، ووزيرا المعارف (التربية حاليا).
كما أضاف السيد عادل عبد المهدي الى تاريخه، أنه قد تخصص في الاقتصاد السياسي، مما منحه بعدا معرفيا فريدا، بين ساسة هذا الوقت.
بالإضافة الى امتياز هذا الرجل بالهدوء والتأني، في اتخاذ قراره مع الحزم فيه، مما أعطى الرجل هالة سياسية يستحقها، في زمن القحط والفقر السياسي.
ولا ننسى حضوره، في المؤتمرات اللقاءات والاتصالات التي كانت تجريها أطراف المعارضة، أيام الحكم البائد، وتلك الكاريزما التي تبعث بالاطمئنان لكافة القوى الوطنية، بالإضافة الى أن قربه من شهيد المحراب، آية الله محمد باقر الحكيم، الذي كان زعيما للمعارضة العراقية في المهجر، منحه إمكانية ممتازة للمساهمة في صناعة القرار المستقبلي
ومن الجدير بالذكر دوره في الدورة السابقة للحكومة، حين آثر الاعتزال عن العمل السياسي، بعد أن أيقن من المسار الخاطئ للحكومة العراقية، وهذا بدوره زكى الرجل بين الكثير من الأوساط السياسية والشعبية وزاده احتراما باحتفاظه بالعلاقات القوية المتنوعة مع العديد من الساسة على مستوى العراق أو العالم العربي والعالمي.
اليوم ومع تسنمه مثل هذا المنصب الكبير الخطير، يتطلع الكثير من أبناء الشعب العراقي الى الدور الذي سيلعبه النفط، في تحريك عجلة التقدم في العراق.
وكما للنفط أهمية لا يمكن تحدد بمجال معين اليوم؛ فأن للسيد عادل دورا مهم في أدارة هذا القطاع، ودفع العراق الى الأمام في مصاف الدول المتقدمة.