لم يكن ذالك الضوء الأصفر الشاحب يثيرني فحسب .و أنما يورثني شعوراً بالكآبة والإحباط . كل يوم أمرق من نفس الشارع ، وعلى البيت الذي يحتويه شحوب الضوء أمر . لحظتئذ ، تنتابني سحابة من الفشل والإخفاق . أتذكر عن هذا الضوء الأصفر الباهت أشياء كثيرة في بيتي أهمها : معاقرتي له تلك الليالي الطويلة وأنا أدرس . والآن .. أعلم لماذا أصبحت أمقته بهذه الشدة ..
ذات يوم اتخذت قرارا ، نصه تحطيم المصباح ، وبقطعة حجر تحقق ما أرنو أليه ولكني في اليوم التالي لاحظته وخيل إلي أن مفازات الظل التي أطالت حدته قد ازدادت أتساعاً ..
لم أستطع على أثرها كبح جماح نفسي فسددت له ضربة ناجعة من قضيب حديدي .. تحول إلى قطع صغيرة مع قاعدته ، كانت فرحتي بالظلام قد غطت على هول الصعقة الكهربائية ، وأضطراد الخفقات في قلبي المرتعش من جرأها ..في حين كان الظلام الدامس والجهل الذي تسلطن على كل أفكاري يتناصفان المكان بالتساوي.