-1-
لاشك أنَّ تأمين السكن للأسرة من أهمّ ما يسعى اليه القائمون على شؤون أُسرهم ، فالسكن هو المأوى ، والسقف الذي يظلهم ويمنع عنهم الغوائل …
ومشكلة السكن في العراق قديمة – جديدة، حيث لا يحظى الملايين من البائسين والفقراء بالسكن المطلوب ..!!
وقد زحفت اعداد العراقيين حتى بلغت ما يقرب من خمسة وثلاثين مليوناً، يقبع الكثيرون منهم في أماكن لا تليق بان تكون سكناً للآدميين ..!!
-2-
واذا كانت بعض الدول الشقيقة تمح مواطنيها الأراضي الصالحة لتشييد دور السكن، وتمدهم بالقروض اللازمة لأكمال البناء ، وبأقساط مريحة ، ثم تعمد الى إطفاء تلك الديون، مساعدةً منها لمواطنيها في امتلاك تلك المساكن ، فان العراق لم يشهد لا في العهد الملكي ولا في العهد الجمهوري قراراً مماثلاً …
نعم قد تُوزّع الاراضي على موظفي هذه الوزارة أو تلك، ولكنها لا تشمل الاّ الموظفين .. أما غيرهم من العّمال والفلاحين والكسبة .. فهم خارج هذا النطاق ..!!
وهناك مبادرات يشار اليها بالبنان عالجت هذه المشكلة بشكل محدود ،
كمدينة الصدر (مدينة الثورة سابقا ) بادر اليها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم …
-3-
وحين زادت البطالة ، وارتفعت الأرقام التي يطلبها مُلاّك البيوت المعدّة للايجار ، تفاقمت المشكلة ، وهيّأت مناخا ملائماً لاستغلال أصحاب الحاجة بالذات .
وهنا شهدنا العجب العجاب ..!!
-4-
لقد جاء الاستغلال البشع من قبل (المسؤول التنفيذي المباشر) السابق ، الذي عهد الى توزيع سندات تمليك وهمية ، مقابل الحصول على أصوات من تدفع لهم تلك السندات ..!!
ولعلها المرة الأولى في تاريخ العراق ، التي تمارس فيها جهة رسمية اصدار سندات مزوّرة ..، لا وجود لها على الاطلاق …
والسؤال الآن :
هل يُلام المواطنون المخدوعون الذين ضُحك عليهم حينما لجأوا الى القضاء ورفعوا الدعاوى على اولئك المستغِلِين لهم السارقين لأصواتهم؟
-5-
ولقد رُفعت دعاوى (النصب والاحتيال) على السلطويين المخادعين وهذا ما يندى له جبين الانسانية خجلاً ..!!
-6-
وتابع العراقيون باهتمام بالغ، مشهد المتظاهرين المحتجين على توزيع السندات الوهمية، وهم يذكرون أسماء المسؤولين الذين خدعوهم ويمطرونهم بوابل من القدح الرهيب ..!!
-7-
ولا ندري :
كيف ساغ للمستغِلِين ما اجترحوه بحق المواطنين بعد أنّ أقسموا بأغلظ الأَيمان على العمل بتفانٍ واخلاص ؟!
-8-
ولقد دفع بعضُ مَنْ وزّعت عليهم السندات الوهمية، مبالغ كبيرة بالقياس الى امكاناتهم المحدودة ، وزادَ الابتزازُ الطينَ بلّةً في هذا السياق .
-9-
إنّ ملّف هذه الفضائح، يُضاف الى ملف الفضائح المالية الرهيبة، وسواها من الفضائح الخطيرة، التي تزكم رائحتها الأنوف ..!!
-10-
ومن نافلة القول التذكير بانه :
لن يحصد الزراع الاّ ما زرع …
ولا خير في المناصب التي تغرق البلاد بالمصائب …