26 نوفمبر، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

ركظة طوريج.. شعيرة لمعاني كبيرة

ركظة طوريج.. شعيرة لمعاني كبيرة

ذروة صراع أزلي بين الإرادة والتضحية والفداء، لمشروع الحياة والإنتصار، وبين منهج الموت والإنكسار، حسيننا رجل في تاريخ وعاشوراء قرون في يوم لا يوم في سنة، لم يفهمه المنحرفون المتطرفون المتخلفون وبقايا الجاهلية، لأنهم لم يفهموا حياة الإنسانية، ولم يعرفوا أن الحسين نبض في العروق، لا يُمحى بالقتل والترويع وتشويه القيم والأخلاق.
إنعطافة كبرى ينحني بها التاريخ، وترفع رايات الحق خفاقة في سماء الإنسانية، ممزقة رايات الشر في أجواء العدوانية، ومعركة لم تتوقف مضامينها، بتواجد ورثة قطع الرؤوس وأكلة الأكباد.
التاريخ يعيد نفس التناقضات، وإسلام محمد الصادق الأمين غير محمدهم ومشروعهم، فهم وارثون حقد الدخلاء ونحن ورثة الأنبياء، أنهم رسل الشيطان في الإرض، يحملون المشروع الإجرامي التكفيري للإطاحة بالمشروع الإسلامي الإنساني الكبير، يمجدون تاريح أسود يبعث الروائح الكريهة النتنة، وثقافة قطع الرؤوس ومنهج سبي النساء، ونحر الأطفال ليس مجرد خطأ، إنما إسلوب عن قناعة وأهداف ظلامية، وقد شهدنا وشاهدنا وقدمنا الشهداء وقاتلنا، وإقتنع العالم بخطورة أفعالهم.
عاشوراء إمتداد وتجسيد الرسالة الإلهية على الأرض، وتشبع بمنهج حسيني لا يرفع رايات والضعف، لأدعياء إنتماء الّذين أنستهم الدنيا والحزبية منهج الأمة، وخروج الإمام الحسين للإصلاح والعدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد والظلم وإنحراف سلطة الملذات، الذي فسح المجال أمام المنحرفين عن ثورة الأخلاق والمباديء، أنها عَبرة و عِبرة وثورة، نستصرخ الضمائر ونواجه الفساد والإنحراف والزيف ونردد شعاره (( مثلي لا يبايع مثلك ))، حتى لا نسمح لتوغل المفسدين المتخاذلين بين صفوفنا، ويتخزلون الثورة بالسلطة والأتباع بالتقصير.
عجب على أمة تغض الطرف عن ثائر بين صفوفها، صار رمز للثوار والأحرار، لذلك بقيت الشعوب الإسلامية تعاني من الضعف والهوان وسيطرة الإنحراف والتخاذل على منهجها، ولم نشاهد من بين قنواتهم التي تأسست لمن هب ودب، منها لسباق (البعران وأخرى للثيران)، ومحطات المنشطات الجنسية، بعد عجز جنسهم الفكري وأنشغالهم بالبغاء مع الرق، ولم يأتي ببالهم سوى التصدي للشغائر الحسينية أيام عاشوراء، وإقامة الندوات لتفنيد مشاعر وتقاليد الملايين الزاحفة المتحدية لسياراتهم المفخخة، فهم يرسلون الإنتحاريين ويقيمون الإحتفاليات لهم، ويتنكرون لإقامة الشعائر، وبذل المليارات لإطعام الملايين، دون سابق إتفاق على أليات الإنفاق، التي تعجز دول كبرى، لإقامة مأدب طعام طيلة 40 يوم، لإطعام بحدود 20 مليون نسمة على أقل التقديرات.
لم أشاهد على أي قناة عربية تنقل وقائع ركضة طوريج، ولم تهتز ضمائرهم لعشرات التفجيرات في مختلف بقاع المعمورة، لم يشرحوا لنا إصرار الحسينيون على التحدي رغم بشاعة الأساليب الرخيصة، التي يتبعها أشباه الرجال.
التفجيرات لم تتوقف، وكلما تقادم الزمان أزداد محبوا صناعة الحياة الحسينيون، ورداً على التفجيرات التي طالتهم في نتيجيريا، أعلن الرئيس النيجيري (غودلاك جوناثان)، إعتبار يوم غد عطلة رسمية وإعلان الحداد، ولبس السواد وقرر المشاركة في المواكب، وأصدار الأوامر لقوى الأمن لحمايتها، وقد عميت قلوب الحكام العرب، وجندوا قواهم الأمنية القمعية، لإنزال الرايات الحسينية في دولهم، نعم أنه الحسين مرعب الطغاة في كل زمان ومكان، وأن الشعائر شعور، وركظة طوريج شعيرة لمعاني كبيرة، تعبر عن تحدي الجريمة، والإستعداد للموت من أجل المباديء.

أحدث المقالات