العمال وأصحاب البسطات والباعة المتجولون الذين يتنقلون من شارع الى اخر لبيع ما تحمل ظهورهم او عرباتهم من سلع او اطعمة او يفترشون الارض لبيع بضاعتهم، بحثاً عن الرزق الحلال ومعتبرين تلك الاعمال فرص عمل تبعدهم عن شبح البطالة ولو لفترات محدودة.
وهذه الاعمال لا تغير من واقعهم شيء، والارتباط بها كان من باب الضرورة الحياتية، وهم مجبرون عليها بعد ان ضاقت بهم السبل في الحصول على فرص العمل في المؤسسات والدوائر ومعامل القطاع العام والخاص. وللوقوف على معاناة هذه الشريحة من العمال الذين يفتقدون الى ابسط مقومات العمل كونهم من العاملين في القطاع الغير المنظم، والتقينا ببعض العاملين في هذا القطاع.
الشاب عبد الهادي لا يتجاوز عمره العشرين عام يفترش الرصيف لبيع ملابس الاطفال يقول “اعمل في هذه المهنة المتعبة منذ فترة طويلة، وهي متعبة بسبب حرارة الصيف وبرد الشتاء، وكنت قبل هذا العمل اعمل في معمل قطاع خاص لانتاج الاقمشة وبسبب الظروف التي يمر بها البلد وتوقف الصناعة في القطاع العام والخاص، تم تسريح كل العاملين فيه، فما كان امامي الا ان اعمل لاعانة عائلتي، مضيفا ونعاني غالبا من مفارز امانة بغداد التي تمنعنا من بيع بضاعتنا والتجاوز على الارصفة، ولكنها لا توفر لنا اماكن بديلة ومنظمة لعملنا.
وفي مكان اخر ومن امام احد المساجد كان ابو عادل وهو رجل كبير في السن يبيع كتب الادعية واعواد السواك والسبح قال “اجلس هنا كل يوم في اوقات الصلاة لبيع حاجياتي تلك على المصلين للحصول على قدر من المال يعينني على سد بعض احتياجاتي من الادوية لانني كبير في السن ومصاب بالامراض المزمنة، الضغط والسكر وما احصل عليه من مال اشتري به العلاج، وانا متقاعد وراتبي لا يكفي لسد احتياجات العائلة، ولو كان هناك ضمان صحي وعلاج مجاني لما عملت بهذه المهنة.
اما الحاج ابو طالب قال “استيقظ كل يوم فجرا لتحضير الباقلاء لغرض بيعها امام المدارس في عربتي التي اعمل عليها منذ ان كنت شابا، حيث تركت الدراسة بسبب الفقر والعازة، وطوال هذه الفترة لم يتعدل الحال ابدا ولم تأتي حكومة تعمل على تلبية مطالبنا ومنحنا حقوقنا في العيش الكريم من ثروات بلدنا وخيراته. مشيرا ان عملي يتوقف خلال العطلة لانتهاء الموسم الدراسي، مما يحتم علي التنقل مع عربتي بين الازقة والاحياء، وهذا ما يستدعي بذل جهد اكبر. ونتمنى على الحكومة الجديدة اعادة وتأهيل المعامل واعادة عجلة الانتاج للقضاء على البطالة المقنعة.
ان اصحاب البسطات والباعة المتجولين لهم الحق في الحصول على فرص العمل وإعالة عوائلهم ولكن ضمن القوانين والانظمة التي تنظم عملهم بعدم التجاوز على الارصفة وقطع طرق المارة، وعلى الجهات المسؤولة ان توفر لهم المكان المناسب للبيع يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ومساعدتهم بتقديم قروض ميسرة لتطوير عملهم،والاهم من هذا ان يرتبطوا بنقابة تمثلهم وتدافع عن حقوقهم.