في لقاء اتسم بالصراحة والجرأة والوضوح والشعور العالي بالمسؤولية مع سياسي محافظة نينوى ونوابها ومحافظها ومجلس المحافظة، وضع رئيس الوزراء د.حيدر العبادي ليلة الاحد الثاني من تشرين الثاني ما يمكن تسميته بخارطة الطريق لسبل تخليص نينوى وباقي المحافظات من الوضع الذي هو عليه الان، وأود تسجيل أبرز المعالم الايجابية المفرحة في هذا اللقاء وفقا للمحاور التالية:
1. حاول رئيس الوزراء د.حيدر العبادي طمأنة الجميع وبخاصة نواب نينوى وسياسييها ومجلس محافظتها والمحافظ بأن الدولة سوف لن تقصي أحدا بعد اليوم ، أو تهمل مطالب او طموحات ابناء أية محافظة عراقية ، داعيا أياهم الى ان يضعوا خلافاتهم جانبا لمواجهة الخطر المحدق بالعراق، مؤكدا ضرورة حشد جهد الساسة والحزبيين والنواب والعسكر للمضي جميعا بخطة تحرير محافظة نينوى، وبدون تناسي الجميع لخلافاتهم ومحاور الصراع والتخندق المتعدد الاشكال، لن نكون قد وصلنا الى الهدف الأسمى وهو استعادة نينوى وباقي المحافظات العراقية التي تعرضت لارهاب داعش لدورها الوطني ومكانتها، مؤكدا ان يظهر الجميع وحدتهم الوطنية تجاه الخطر المحدق الذي يهدد وحدة البلد.
2. أكد الدكتور حيدر العبادي ان بالامكان العفو عمن ارتكبوا اعمالا اجرامية بحق ابناء محافظتهم ان عادوا الى رشدهم الان وتخلوا عن داعش وعادوا الى الصف الوطني، ويستثنى من ذلك القتلة ومن اوغلوا في دماء العراقيين، مايعني ان قطاعا واسعا اضطر تحت ارهاب داعش وسطوتها من ان يخضع لاغوائها وارهابها، ان يعود مجددا ، واذا ما عاد هؤلاء الى الصف الوطني فستكون هناك امال كبيرة بالعفو عنهم، ان اظهر ما يسند موقفهم بالتخلي عن داعش والخروج من سطوتها واستعدادهم لمحاربتها، وهو سيشجع الالاف ممن اضطرتهم الاقدار المأساوية ان ينخرطوا بطريقة أو باخرى للخروج من وضعهم السابق، وهناك فرصة منحت لهم بان لايتحمل تحميلهم أوزار ما جرى.
3. رسم الدكتور حيدر العبادي من خلال هذا اللقاء المهم معالم علاقة تصالحية بين العراقيين ، مشيرا الى انه حتى داخل الحزب الواحد توجد خلافات وصراعات، وتواجد خلافات داخل المحافظات بين مجلس محافظتها والمحافظة والعلاقة مع العسكر او مع الدولة الاتحادية، ومن المسؤولية الوطنية ان يشترك الجميع في الجهد الوطني وترك حالات الخلاف والتناحر جانبا وتجميع اي جهد وطني باتجاه تحقيق لحمة وطنية تعيد للبلد انسجامه مع نفسه ومواطنيه، وبدون ترك الخلافات والمنازعات والمشاحنات لن نتمكن من الوصول الى هدفنا في بناء عراق اتحادي يتعاون مواطنوه فيما بينهم بروح من المسؤولية وفي الشعور بالتقصير ازاء الدولة الاتحادية تجاههم، وان يتجه الجميع الى وضع الطريق الامثل للتلاحم الوطني الذي يسرع بتخليص المحافظة من اوضاعها الاستثنائية.
4. رسم رئيس الوزراء د. حيدر العبادي من خلال هذا اللقاء الذي يعد بالحيوي افاقا جديدة للمستقبل من خلال وضعه خارطة طريق جديدة للعلاقة بين العراق والمحيط العربي والاقليمي تقوم على أساس تعزيز علاقات العراق حتى مع الدول التي تضمر بعض حالات العداء مع العراق بهدف ردم الفجوة في العلاقات غير السوية بين العراق وهذه الدول، واذا ماشعرت هذه الدول ان مصالحها تقتضي التعامل مع العراق بطريقة تعود عليها بالنفع اولا فأنها تدرك انه من غير مصلحتها ان تبقى علاقتها بالعراق مضطربة، وسيعمل العراق كل ما وسعه لازالة اية حواجز تعرقل مسعى تحسين العلاقات مع هذه الدول،وستجد من العراق كل الاجواء التسامحية والتصالحية المنفتحة لتصحيح مسارات علاقتها مع العراق.
5. وضع الدكتور حيدر العبادي معالم خارطة الطريق بين محافظات العراق والحكومة الاتحادية تقوم على التفاعل والانسجام والتعاون وليس الاصطدام والتناحر، اذا لاقيمة لدولة اتحادية بين محافظاتها واقاليمها ، مثلما لاتوجد قيمة لمحافظة دون ان تكون منسجمة مع دولتها الاتحادية ، مشيرا الى ان العراق يتجه فعلا عن ابعاد سيطرة المركز على اقاليمه ومحافظته، داعيا الجميع الى التعامل مع الثروات والموارد في هذه المحافظات على انها ملك للجميع، وينبغي تصحيح مسارات العلاقة المختلة بين المركز وباقي المحافظات ان اريد النهوض بالبلد الى الحالة الامثل.
6. لقد خرج مسؤولو محافظة نينوى ونوابها وسياسييها ومجلس محافظتها والمحافظ من هذا اللقاء بقناعة ان هناك اجواء ايجابية شعروا بها من كل المسؤولين الذين قابلوهم في بغداد وبخاصة من رئيس الوزراء الذي طمأنهم على امكان تحرير محافظتهم بأسرع ما يمكن شرط ان يتم توفير مستلزمات تحريرها واستعداده لتقديم كل ما يطلبه اهالي نينوى وقادتها من اجل ان يضعوا البناء الصحيح لمسار العلاقة الايجابية المنفتحة المتسامحة فيما بينهم وفي التوافق والانسجام والتعاون والعمل المشترك ما يقرب خطوات امالهم في استعادة محافظتهم في الوقت الذي يقرروا هم انطلاق حملتهم الكبرى واستعادة زمام المبادرة لضمان تقريب امالهم بعودة الامن والاستقرار الى محافظتهم في القريب العاجل.
7. أكد رئيس الوزراء د,حيدر العبادي ان على الجميع ان يدركوا ان الامن في العراق جماعي وانه لا أمن للعراق اذا كانت نينوى والانبار ومحافظات اخرى غير مستقرة، واذا لم تنسجم هذه المحافظات والاقاليم في علاقتها مع المركز فأن الأوضاع ستبقى هي الاخرى غير مستقرة ، لهذا فأن الدولة ستقدم كل الدعم والمساندة لجميع المحافظات غير المستقرة لضمان اعادة الظروف الطبيعية اليها والعمل على تجاوز حالات استلاب بعضها من قبل الارهاب، واذا ما تناخى العراقيون جميعا وتناسوا خلافاتهم ونظروابمصلحة وطنية مسؤولة وأشروا مواطن الخلل وسبل معالجته، فأن مسيرة العراق ستتقدم وتسير في الاتجاه الصحيح ، وهو ما ينبغي ان تعمل عليه كل الجهات التي يهمها استقرار العراق وبناء عراق آمن مستقر، يعيش مواطنوه بكرامة ويتم تحقيق ما تتطلبه عمليات التنمية من بناء صحيح لركائزها، بعد ان يستعيد العراق عافيته، ويعود الى ممارسة دوره الوطني المسؤول، مع محيطه العربي والدولي، وقبل ذلك مع مجتمعه وقواه الوطنية، وهي أمنية العراقيين جميعا في ان يتحقق الامن والاستقرار في كل ربوع العراق.
هذه ابرز الملاحظات التي يمكن تأشيرها من لقاء مهم كهذا لابد وان ينعكس بآثاره الايجابية على نينوى وعموم الحافظات العراقية المثيلة لها في المحنة والمصير.